بعض الشواهد على أصل الانجيل الثالث لوقا

لا يمكن الجزم في أصل هذا الانجيل دون البحث في ما ورد في كتاب أعمال الرسل وهو يرتبط به ارتباطاً وثيقاً فلا بد هنا من الاقتصار على جميع الموارد التي نجدها في كتاب لوقا الأول ان النقاد كثيراً ما يعتمدون في تحديد زمن تأليف هذا الكتاب على المكان الذي يحتله خراب أورشليم وعلى كيفية انفصال ذلك الحدث عن النظرة الأخيرية التي يربطه بها متى ومرقس يبدو أن لوقا قد عاصر حصار المدينة وخرابها وعرف كيف قامت بهما جيوش طيطس سنة 70 لوقا 19 : 43 ، 44 ، 21 : 20 ، 24 يكون الانجيل لاحقاً لهذا التاريخ فالنقاد غالباً ما يحددون تأليفه بين السنة 80 و 90 ومنهم من يجعلون له تاريخاً أقدم إن الكتاب مرفوع إلى تاوفيلس ولكنه موجه خاصة من خلال هذا الرجل إلى مسيحيين ذوي ثقافة يونانية على هذا الأمر عدة أدلة فهناك لغته وتعليقاته على جغرافية فلسطين لوقا 1 : 26 ، 2 : 4 ، 4 : 31 ، 8 : 26 ، 23 : 51 ، 24 : 13 على العادات اليهودية لوقا 1 : 9 ، 2 : 23 ، 24 ، 41 ، 42 ، 22 : 1 ، 7 هناك قلة اهتمامه بالمجالات في الشريعة فلا نجد عنده ما يقابل ما نجده في متى 5 : 20 - 38 ، 15 : 1 - 20 ، 23 : 15 - 22 هناك اهتمامه بالوثنيين وتشديده على ما للذي قام من بين الأموات من حقيقة جسدية لوقا 24 : 39 - 43 يصعب على اليونانيين أن يسلموا بها رسل 17 : 32 ، 1 كورنتوس فصل 15 يبدو أيضاً أن المؤلف نفسه ينتمي إلى العالم الهلنستي بلغته وبعدد من الميزات التي سبق ذكرها وغالباً ما تبين للنقاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد وهناك تقليد أقدم شاهد عليه ايريناوس الذي عاش في أواخر القرن الثاني يقول هذا التقليد ان كاتب الانجيل الثالث هو لوقا الطبيب الذي ذكره بولس في كولوسي 4 : 14 ، 24 ، 2 تيموثاوس 4 : 11 قد وجد الكثيرون دليلاً على مهنة كاتب الانجيل الثالث الطبية في دقة وصفه للأمراض ولكن هذا الدليل ليس قاطعاً لأن المفرادات التي يستعملها لا تختلف عن المفردات التي كان يستعملها كل انسان مثقف في ذلك الزمان أما علاقاته ببولس فلسنا نجد في الانجيل ما يساعدنا على كشفها سوى بعض الألفاظ فلا بد للبت في هذا الموضوع من البحث في شواهد كتاب أعمال الرسل

تعليقات