تاريخ الخلاص في تأليف بشارة لوقا

يشبه تصميم الانجيل الثالث التصميم العام الذي نجده في متى ومرقس أي مقدمة وبشارة يسوع في الجليل وصعوده إلى أورشليم وبلوغ رسالته غايتها في هذه المدينة بآلامه وقيامته لكن التأليف عند لوقا محكم بدقة ويرمي إلى ابراز في ذلك التاريخ من أزمنة وأمكنة لتاريخ الخلاص لوقا 1 : 5 ، 4 : 13 فيها جزءان يختلف الواحد عن الآخر اختلافاً كبيراً رواية أحداُ طفولة خاصة بلوقا في تلك الرواية مطابقة محكمة بين يوحنا المعمدان ويسوع علماً أن الأول جعل لخدمة الآخر هي تعرض على الخصوص سر يسوع في سلسلة من البلاغات العلوية تعلن أنه حبل به من الروح القدس أنه قدوس الله لوقا 1 : 35 المخلص المسيح الرب لوقا 2 : 11 خلاص الله ونور الوثنيين لوقا 2 : 30 - 32 مع ذلك فهو معرض لرفض عدد كثير من شعبه لوقا 2 : 34 هذه البلاغات السماوية الواردة في مطلع الانجيل قبل التجلي البطي لذلك السر الذي ترويه بقية الكتاب تؤلف مقدمة عن المسيح تماثل إنجيل يوحنا لوقا 1 : 1 - 18 لوقا 3 : 1 ، 4 : 13 يحتوي كما الأمر هو عند متى ومرقس رسالة يوحنا المعمدان ومعمودية يسوع انتصاره الأول على المجرب لكن لوقا يميز بوضوح بين زمن يوحنا هو جزء من العهد القديم وزمن يسوع يشدد التنصيب المشيحي الذي يمنحه الآب لابنه على أثر اعتماده ويعدد نسب يسوع الذي يرجع به إلى آدم لإظهار صلته بالناس كلهم لوقا 3 : 23 - 38 أخيراً فان الكلمات الختامية لرواية التجربة تنبئ بصراع الآلام الحاسم لوقا 4 : 13 ، لوقا 4 : 14 ، 9 : 50 يجري كله في الجليل لوقا 23 : 5 ، رسل 10 : 37 خلافاً لما ورد في متى 15 : 21 ، 16 : 13 ، مرقس 7 : 24 - 31 ، 8 : 27 استهل لوقا هذا القسم بوعظ المعلم في مجمع الناصرة لوقا 4 : 16 - 30 هي صورة سابقة لبقية الانجيل من إعلان للخلاص مبني على الكتاب المقدس ومستوحى من الروح القدس وتلميح إلى خلاص الوثنيين ورفض مواطني يسوع ومحاولتهم لقتله ثم ان رواية الرسالة تنقل أعمال يسوع وأكثرها معجزاته وأقواله وهناك جزء أول لوقا 4 : 31 ، 16 : 11 يتبع عن ترتيب مرقس لوقا 1 : 16 ، 3 : 6 تظهر موقف يسوع من الجمع والتلاميذ والأولين والخصوم من المعجزات والمناظرات والجزء الثاني لوقا 6 : 12 ، 7 : 52 لا وجود له في مرقس وتوازيه في متى أشياء مبعثرة يبدأ بدعوة الاثني عشر ويحتوي قبل كل شيء تعليم يسوع لتلاميذه في خطبة التطويبات والجزء الثالث لوقا 8 : 1 ، 9 : 50 تلتقي فيه رواية لوقا بمرقس لوقا 4 : 1 ، 9 : 40 ما عدا مرقس لوقا 6 : 45 ، 8 : 26 فيه يشترك الاثنا عشر في رسالة يسوع وترد أسماؤهم منذ لوقا 8 : 1 فيه أيضاً تمييز بين الذين يلقى إليهم الكلام بالأمثال فقط وبين الذين أعطي لهم أن يعرفوا أسرار ملكوت الله لوقا 8 : 10 ثم هناك معجزات جديدة مقصورة على التلاميذ تجعلهم يتساءلون فمن هو أذاً؟ لوقا 8 : 25 عندئذ يرسل الاثنا عشر لإعلان ملكوت الله لوقا 9 : 1 - 6 فيشتركون اشتراكاً فعالاً في تكثير الخبز لوقا 9 : 12 أخيراً يأمرهم يسوع بأن يدلوا برأيهم فيه فيعترف بطرس بأنه مسيح الله لوقا 9 : 20 هذا التعبير الأول عن سر يسوع تليه تكملة فالمعلم يعرف نفسه بأنه المشيح الذي كتب له الموت لوقا 9 : 22 الآب نفسه يعلن في مجد التجلي بنوة يسوع الخفية لوقا 9 : 35

تعليقات