القسم الأول من رسالة يسوع
رسالة الرب يسوع تبدأ من الجليل ويشرع في التبشير من هذه الفصول من
أنجيل لوقا 4 : 14 - 44
وعاد يسوع إلى الجليل بقوة الروح فانتشر خبره في الناحية كلها وكان يعلم في مجامعهم فيمجدونه جميعا وأتى الناصرة حيث نشأ ودخل الـمجمع يوم السبت على عادته وقام ليقرأ فدفع إليه سفر النبي أشعيا ففتح السفر فوجد الـمكان المكتوب فيه روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرج عن الـمظلومين وأعلن سنة رضا عند الرب ثم طوى السفر فأعاده إلى الخادم وجلس وكانت عيون أهل الـمجمع كلهم شاخصة إليه فأخذ يقول لهم اليوم تمت هذه الآية بمسمع منكم وكانوا يشهدون له بأجمعهم ويعجبون من كلام النعمة الذي يخرج من فمه فيقولون أما هذا ابن يوسف؟فقال لهم لا شك أنكم تقولون لي هذا المثل يا طبيب اشف نفسك فاصنع ههنا في وطنك كل شيء سمعنا أنه جرى في كفرناحوم وأضاف الحق أقول لكم ما من نبي يقبل في وطنه وبحق أقول لكم كان في إسرائيل كثير من الأرامل في أيام إيليا حين احتبست السماء ثلاث سنوات وستة أشهر فأصابت الأرض كلها مجاعة شديدة ولم يرسل إيليا إلى واحدة منهن وإنما أرسل إلى أرملة في صرفت صيدا وكان في إسرائيل كثير من البرص على عهد النبي أليشاع فلم يبرأ واحد منهم وإنما برئ نعمان السوري فثار ثائر جميع الذين في الـمجمع عند سماعهم هذا الكلام فقاموا ودفعوه إلى خارج الـمدينة وساقوه إلى حرف الـجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه عنه ولكنه مر من بينهم ومضى ونزل إلى كفرناحوم وهي مدينة في الـجليل فجعل يعلمهم يوم السبت فأعجبوا بتعليمه لأنه كان يتكلم بسلطان وكان في الـمجمع رجل فيه روح شيطان نجس فصاح بأعلى صوته آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أجئت لتهلكنا؟أنا أعرف من أنت أنت قدوس الله فانتهره يسوع قال اخرس واخرج منه فصرعه الشيطان في وسط الـمجمع وخرج منه من غير أن يمسه بسوء فاستولى الرعب عليهم جميعا وقال بعضهم لبعض ما هذا الكلام؟إنه يأمر الأرواح النجسة بسلطان وقوة فتخرج فذاع صيته في كل مكان من تلك الناحية ثم ترك الـمجمع ودخل بيت سمعان وكانت حماة سمعان مصابة بحمى شديدة فسألوه أن يسعفها فانحنى عليها وزجر الـحمى ففارقتها فنهضت من وقتها وأخذت تخدمهم وعند غروب الشمس أخذ جميع الذين عندهم مرضى على اختلاف العلل يأتونه بهم فكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيه وكانت الشياطين أيضا تخرج من أناس كثيرين وهي تصيح أنت ابن الله فكان ينتهرها ولا يدعها تتكلم لأنها عرفت أنه الـمسيح وخرج عند الصباح وذهب إلى مكان قفر فسعت إليه الـجموع تطلبه فأدركته وحاولوا أن يمسكوا به لئلا يذهب عنهم فقال لهم يجب علي أن أبشر سائر الـمدن أيضا بملكوت الله فإني لهذا أرسلت وأخذ يبشر في مجامع اليهودية
انجيل لوقا الفصل الخامس
ردحذفوازدحم الـجمع عليه لسماع كلمة الله وهو قائم على شاطئ بحيرة جناسرت فرأى سفينتين راسيتين عند الشاطئ وقد نزل منهما الصيادون يغسلون الشباك فركب إحدى السفينتين وكانت لسمعان فسأله أن يبعد قليلا عن البر ثم جلس يعلم الـجموع من السفينة ولـما فرغ من كلامه قال لسمعان سر في العرض وأرسلوا شباككم للصيد فأجاب سمعان يا معلم تعبنا طوال الليل ولم نصب شيئا ولكني بناء على قولك أرسل الشباك وفعلوا فأصابوا من السمك شيئا كثيرا جدا وكادت شباكهم تتمزق فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم فأتوا وملأوا كلتا السفينتين حتى كادتا تغرقان فلما رأى سمعان بطرس ذلك ارتمى عند ركبتي يسوع وقال يا رب تباعد عني إني رجل خاطئ وكان الرعب قد استولى عليه وعلى أصحابه كلهم لكثرة السمك الذي صادوه ومثلهم يعقوب ويوحنا ابنا زبدى وكانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف ستكون بعد اليوم للبشر صيادا فرجعوا بالسفينتين إلى البر وتركوا كل شيءوبينما هو في بعض تلك الـمدن إذا برجل قد غطى البرص جسمه فلما رأى يسوع سقط على وجهه وسأله يا رب إن شئت فأنت قادر على أن تبرئني فمد يده فلمسه وقال قد شئت فابرأ فزال عنه البرص لوقته فأوصاه ألا يخبر أحدا بالأمر بل اذهب إلى الكاهن فأره نفسك ثم قرب عن برئك ما أمر به موسى شهادة لديهم وكان خبره يتسع انتشارا فتتوافد عليه جموع كثيرة لتسمعه وتشفى من أمراضها ولكنه كان يعتزل في البراري فيصلي وكان ذات يوم يعلم وبين الحاضرين بعض الفريسيين ومعلمي الشريعة أتوا من جميع قرى الـجليل واليهودية ومن أورشليم وكانت قدرة الرب تشفي الـمرضى عن يده وإذا أناس يحملون على سرير رجلا كان مقعدا ويحاولون الدخول به ليضعوه أمامه فلم يجدوا سبيلا إلى الدخول لكثرة الزحام فصعدوا به إلى السطح ودلوه بسريره من بين القرميد إلى وسط الـمجلس أمام يسوع فلما رأى إيمانهم قال يا رجل غفرت لك خطاياك فأخذ الكتبة والفريسيون يفكرون فيقولون في أنفسهم من هذا الذي يتكلم بالتجديف؟من يقدر أن يغفر الـخطايا إلا الله وحده فعلم يسوع أفكارهم فأجابهم لماذا تفكرون هذا التفكير في قلوبكم؟فأيما أيسر؟أن يقال غفرت لك خطاياك أم أن يقال قم فامش فلكي تعلموا أن ابن الإنسان له في الأرض سلطان يغفر به الـخطايا ثم قال للمقعد أقول لك قم فاحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام من وقته بمرأى منهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى إلى بيته وهو يمجد الله فاستولى الدهش عليهم جميعا فمجدوا الله وقد غلب الخوف عليهم فقالوا رأينا اليوم أمورا عجيبة وخرج بعد ذلك فأبصر عشارا اسمه لاوي جالسا في بيت الجباية فقال له اتبعني فترك كل شيء وقام فتبعه وأقام له لاوي مأدبة عظيمة في بيته وكان على المائدة معهم جماعة كثيرة من الجباة وغيرهم فقال الفريسيون وكتبتهم لتلاميذه متذمرين لماذا تأكلون وتشربون مع الجباة والخاطئين؟فأجاب يسوع ليس الأصحاء بمحتاجين إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو الأبرار بل الخاطئين إلى التوبة فقالوا له إن تلاميذ يوحنا يكثرون من الصوم ويقيمون الصلوات ومثلهم تلاميذ الفريسيين أما تلاميذك فيأكلون ويشربون فقال لهم أبوسعكم أن تصوموا أهل العرس والعريس بينهم؟ولكن ستأتي أيام فيها يرفع العريس من بينهم فعندئذ يصومون في تلك الأيام وضرب لهم مثلا قال ما من أحد يشق قطعة من ثوب جديد فيجعلها في ثوب عتيق لئلا يشق الجديد وتكون القطعة التي أخذت من الجديد لا تلائم العتيق وما من أحد يجعل الخمرة الجديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمرة الجديدة الزقاق فتراق هي وتتلف الزقاق بل يجب أن تجعل الخمرة الجديدة في زقاق جديدة وما من أحد إذا شرب معتقة يرغب في الجديدة لأنه يقول المعتقة هي الطيبة
أنجيل لوقا الفصل السادس
حذفومر يسوع في السبت من بين الزروع فجعل تلاميذه يقلعون السنبل ويفركونه بأيديهم ثم يأكلونه فقال بعض الفريسيين ما لكم تفعلون ما لا يحل في السبت؟فأجابهم يسوع أوما قرأتم ما فعل داود حين جاع هو والذين معه كيف دخل بيت الله فأخذ الخبز المقدس وأكل وأعطى منه للذين معه مع أن أكله لا يحل إلا للكهنة وحدهم؟ثم قال لهم إن ابن الإنسان سـيد السبت ودخل المجمع في سبت آخر وأخذ يعلم وكان هناك رجل يده اليمنى شلاءوكان الكتبة والفريسيون يراقبونه ليروا هل يجري الشفاء في السبت فيجدوا ما يشكونه به فعلم أفكارهم فقال للرجل ذي اليد الشلاء قم فقف في وسط الجماعة فقام ووقف فيه فقال لهم يسوع أسألكم هل يحل عمل الخير في السبت أم عمل الشر وتخليص نفس أم إهلاكها؟ثم أجال طرفه فيهم جميعا وقال له أمدد يدك ففعل فعادت يده صحيحة فجن جنونهم وتباحثوا فيما يصنعون بيسوع وفي تلك الأيام ذهب إلى الجبل ليصلي فأحيا الليل كله في الصلاة لله ولـما طلع الصباح دعا تلاميذه فاختار منهم اثني عشر سماهم رسلا وهم سمعان وسماه بطرس وأندراوس أخوه ويعقوب ويوحنا وفيلبس وبرتلماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان الذي يقال له الغيور ويهوذا بن يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي انقلب خائنا ثم نزل معهم فوقف في مكان منبسط وهناك جمع كثير من تلاميذه وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيدا ولقد جاؤوا ليسمعوه ويبرأوا من أمراضهم وكان الذين تخبطهم الأرواح النجسة يشفون وكان الجمع كله يحاول أن يلمسه لأن قوة كانت تخرج منه فتبرئهم جميعا ورفع عينيه نحو تلاميذه وقال طوبى لكم أيها الفقراء فإن لكم ملكوت الله طوبى لكم أيها الجائعون الآن فسوف تشبعون طوبى لكم أيها الباكون الآن فسوف تضحكون طوبى لكم إذا أبغضكم الناس ورذلوكم وشتموا اسمكم ونبذوه على أنه عار من أجل ابن الإنسان افرحوا في ذلك اليوم واهتزوا طربا فها إن أجركم في السماء عظيم فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء لكن الويل لكم أيها الأغنياء فقد نلتم عزاءكم الويل لكم أيها الشباع الآن فسوف تجوعون الويل لكم أيها الضاحكون الآن فسوف تحزنون وتبكون الويل لكم إذا مدحكم جميع الناس فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء الكذابين وأما أنتم أيها السامعون فأقول لكم أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وباركوا لاعنيكم وصلوا من أجل المفترين الكذب عليكم من ضربك على خدك فاعرض له الآخر ومن انتزع منك رداءك فلا تمنعه قميصك وكل من سألك فأعطه ومن اغتصب مالك فلا تطالبه به وكما تريدون أن يعاملكم الناس فكذلك عاملوهم فإن أحببتم من يحبكم فأي فضل لكم؟لأن الخاطئين أنفسهم يحبون من يحبهم وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم فأي فضل لكم؟لأن الخاطئين أنفسهم يفعلون ذلك وإن أقرضتم من ترجون أن تستوفوا منه فأي فضل لكم؟فهناك خاطئون يقرضون خاطئين ليستوفوا مثل قرضهم ولكن أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا غير راجين عوضا فيكون أجركم عظيما وتكونوا أبناء العلي لأنه هو يلطف بناكري الجميل والأشرار كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم لا تدينوا فلا تدانوا لا تحكموا على أحد فلا يحكم عليكم أعفوا يعف عنكم أعطوا تعطوا ستعطون في أحضانكم كيلا حسنا مركوما مهزهزا طافحا لأنه يكال لكم بما تكيلون وضرب لهم مثلا قال أيستطيع الأعمى أن يقود الأعمى؟ألا يسقط كلاهما في حفرة؟ما من تلميذ أسمى من معلمه كل تلميذ اكتمل علمه يكون مثل معلمه لماذا تنظر إلى القذى الذي في عين أخيك؟والخشبة التي في عينك أفلا تأبه لها؟كيف يمكنك أن تقول لأخيك يا أخي دعني أخرج القذى الذي في عينك وأنت لا ترى الخشبة التي في عينك؟أيها المرائي أخرج الخشبة من عينك أولا وعندئذ تبصر فتخرج القذى الذي في عين أخيك ما من شجرة طيبة تثمر ثمرا خبيثا ولا من شجرة خبيثة تثمر ثمرا طيبا فكل شجرة تعرف من ثمرها لأنه من الشوك لا يجنى تين ولا من العليق يقطف عنب الإنسان الطيب من الكنز الطيب في قلبه يخرج ما هو طيب والإنسان الخبيث من كنزه الخبيث يخرج ما هو خبيث فمن فيض قلبه يتكلم لسانه لماذا تدعونني يا رب يا رب ولا تعملون بما أقول؟كل من يأتي إلي ويسمع كلامي فيعمل به سأبين لكم من يشبه يشبه رجلا بنى بيتا فحفر وعمق الحفر ثم وضع الأساس على الصخر فلما فاضت المياه اندفع النهر على ذلك البيت فلم يقو على زعزعته لأنه بني بناء محكما وأما الذي يسمع ولا يعمل فإنه يشبه رجلا بنى بيتا على التراب بغير أساس فاندفع النهر عليه فانهار لوقته وكان خراب ذلك البيت جسيما
أنجيل لوقا الفصل السابع
حذفولما أتم جميع كلامه بمسمع من الشعب دخل كفرناحوم وكان لقائد مائة خادم مريض قد أشرف على الموت وكان عزيزا عليه فلما سمع بيسوع أوفد إليه بعض أعيان اليهود يسأله أن يأتي فينقذ خادمه ولما وصلوا إلى يسوع سألوه بإلحاح قالوا إنه يستحق أن تمنحه ذلك لأنه يحب أمتنا وهو الذي بنى لنا المجمع فمضى يسوع معهم وما إن صار غير بعيد من البيت حتى أرسل إليه قائد المائة بعض أصدقائه يقول له يا رب لا تزعج نفسك فإني لست أهلا لأن تدخل تحت سقفي ولذلك لم أرني أهلا لأن أجيء إليك ولكن قل كلمة يشف خادمي فأنا مرؤوس ولي جند بإمرتي أقول لهذا اذهب فيذهب وللآخر تعال فيأتي ولخادمي افعل هذا فيفعله فلما سمع يسوع ذلك أعجب به والتفت إلى الجمع الذي يتبعه فقال أقول لكم لم أجد مثل هذا الإيمان حتى في إسرائيل ورجع المرسلون إلى البيت فوجدوا الخادم قد ردت إليه العافية وذهب بعدئذ إلى مدينة يقال لها نائين وتلاميذه يسيرون معه وجمع كثير فلما اقترب من باب المدينة إذا ميت محمول وهو ابن وحيد لأمه وهي أرملة وكان يصحبها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب أخذته الشفقة عليها فقال لها لا تبكي ثم دنا من النعش فلمسه فوقف حاملوه فقال يا فتى أقول لك قم فجلس الميت وأخذ يتكلم فسلمه إلى أمه فاستولى الخوف عليهم جميعا فمجدوا الله قائلين قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه وانتشر هذا الكلام في شأنه في اليهودية كلها وفي جميع النواحي المجاورة وأخبر يوحنا تلاميذه بهذه الأمور كلها فدعا اثنين من تلاميذه وأرسلهما إلى الرب يسأله أأنت الآتي أم آخر ننتظر؟فلما وصل الرجلان إلى يسوع قالا له إن يوحنا المعمدان أوفدنا إليك يسأل أأنت الآتي أم آخر ننتظر؟في تلك الساعة شفى أناسا كثيرين من الأمراض والعلل والأرواح الخبيثة ووهب البصر لكثير من العميان ثم أجابهما اذهبا فأخبرا يوحنا بما سمعتما ورأيتما العميان يبصرون العرج يمشون مشيا سويا البرص يبرأون والصم يسمعون الموتى يقومون الفقراء يبشرون وطوبى لمن لا أكون له حجر عثرة ولـما انصرف رسولا يوحنا أخذ يقول للجموع في شأن يوحنا ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟أقصبة تهزها الريح؟بل ماذا خرجتم ترون؟أرجلا يلبس الثياب الناعمة؟ها إن الذين يلبسون الثياب الفاخرة ويعيشون عيشة الترف يقيمون في قصور الملوك بل ماذا خرجتم ترون؟أنبيا؟أقول لكم نعم بل أفضل من نبي فهذا الذي كتب في شأنه هاءنذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك أقول لكم ليس في أولاد النساء أكبر من يوحنا ولكن الأصغر في ملكوت الله أكبر منه فجميع الشعب الذي سمعه حتى الجباة أنفسهم بروا الله فاعتمدوا عن يد يوحنا وأما الفريسيون وعلماء الشريعة فلم يعتمدوا عن يده فأعرضوا عن تدبير الله في أمرهم فبمن أشبه أهل هذا الجيل؟ومن يشبهون؟يشبهون أولادا قاعدين في الساحة يصيح بعضهم ببعض فيقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا ندبنا فلم تبكوا جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا فقلتم لقد جن وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقلتم هوذا رجل أكول شريب للخمر صديق للجباة والخاطئين ولكن الحكمة قد برها جميع بنيها ودعاه أحد الفريسيين إلى الطعام عنده فدخل بيت الفريسي وجلس إلى المائدة وإذا بامرأة خاطئة كانت في المدينة علمت أنه على المائدة في بيت الفريسي فجاءت ومعها قاروة طيب ووقفت من خلف عند رجليه وهي تبكي وجعلت تبل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب فلما رأى الفريسي الذي دعاه هذا الأمر قال في نفسه لو كان هذا الرجل نبيا لعلم من هي المرأة التي تلمسه وما حالها إنها خاطئة فأجابه يسوع يا سمعان عندي ما أقوله لك فقال قل يا معلم قال كان لمداين مدينان على أحدهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون ولم يكن بإمكانهما أن يوفيا دينهما فأعفاهما جميعا فأيهما يكون أكثر حبا له؟فأجابه سمعان أظنه ذاك الذي أعفاه من الأكثر فقال له بالصواب حكمت ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان أترى هذه المرأة؟إني دخلت بيتك فما سكبت على قدمي ماء وأما هي فبالدموع بلت قدمي وبشعرها مسحتهما أنت ما قبلتني قبلة وأما هي فلم تكف مذ دخلت عن تقبيل قدمي أنت ما دهنت رأسي بزيت معطر أما هي فبالطيب دهنت قدمي فإذا قلت لك إن خطاياها الكثيرة غفرت لها فلأنها أظهرت حبا كثيرا وأما الذي يغفر له القليل فإنه يظهر حبا قليلا ثم قال لها غفرت لك خطاياك فأخذ جلساؤه على الطعام يقولون في أنفسهم من هذا حتى يغفر الخطايا؟فقال للمرأة إيمانك خلصك فاذهبي بسلام
انجيل لوقا الفصل الثامن
حذفوسار بعد ذلك في كل مدينة وقرية ينادي ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر عن المنادى يا ونسوة أبرئن من أرواح خبيثة وأمراض وهن مريم المعروفة بالمجدلية وكان قد خرج منها سبعة شياطينبغض النظر وحنة امرأة كوزى خازن هيرودس وسوسنة وغيرهن كثيرات كن يساعدنهم بأموالهن واحتشد جمع كثير وأقبل الناس إليه من كل مدينة فكلمهم بمثل قال خرج الزارع ليزرع زرعه وبينما هو يزرع وقع بعض الحب على جانب الطريق فداسته الأقدام وأكلته طيور السماء ومنه ما وقع على الصخر فما إن نبت حتى يبس لأنه لم يجد رطوبة ومنه ما وقع بين الشوك فنبت الشوك معه فخنقه ومنه ما وقع على الأرض الطيبة فنبت وأثمر مائة ضعف قال هذا وصاح من كان له أذنان تسمعان فليسمع فسأله تلاميذه ما مغزى هذا المثل فقال أنتم أعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما سائر الناس فيكلمون بالأمثال لكي ينظروا فلا يبصروا ويسمعوا فلا يفهموا وإليكم مغزى المثل الزرع هو كلمة الله والذين على جانب الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس فينتزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا والذين على الصخر هم الذين إذا سمعوا الكلمة تقبلوها فرحين ولكن لا أصل لهم فإنما يؤمنون إلى حين وعند التجربة يرتدون والذي وقع في الشوك يمثل أولئك الذين يسمعون فيكون لهم من الهموم والغنى وملذات الحياة الدنيا ما يخنقهم في الطريق فلا يدرك لهم ثمر وأما الذي في الأرض الطيبة فيمثل الذين يسمعون الكلمة بقلب طيب كريم ويحفظونها فيثمرون بثباتهم ما من أحد يوقد سراجا ويحجبه بوعاء أو يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة ليستضيء به الداخلون فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سيعلم ويعلن فتنبهوا كيف تسمعون لأن من كان له شيء يعطى ومن ليس له شيء ينتزع منه حتى الذي يظنه له وجاءت إليه أمه وإخوته فلم يستطيعوا الوصول إليه لكثرة الزحام فقيل له إن أمك وإخوتك واقفون في خارج الدار يريدون أن يروك فأجابهم إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها وفي أحد الأيام ركب سفينة هو وتلاميذه فقال لهم لنعبر إلى شاطئ البحيرة المقابل فأقلعوا وبينما هم سائرون نام يسوع فهبت على البحيرة عاصفة فكاد الماء يغمرهم وأصبحوا على خطر فدنوا منه فأيقظوه وقالوا يا معلم يا معلم لقد هلكنا فاستيقظ وزجر الريح والموج فسكنا وعاد الهدوء فقال لهم أين إيمانكم ؟فخافوا وتعجبوا وقال بعضهم لبعض من ترى هذا حتى الرياح والأمواج يأمرها فتطيعه ثم أرسوا في ناحية الجرجسيين وهي تقابل الشاطئ الجليلي ولما نزل إلى البر تلقاه رجل من المدينة به مس من الشياطين ولم يكن يلبس ثوبا من زمن طويل ولا يأوي إلى بيت بل إلى القبور فلما رأى يسوع أخذ يصرخ ثم ارتمى على قدميه وقال بأعلى صوته ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟أسألك ألا تعذبني لأنه أمر الروح النجس أن يخرج من الرجل وكثيرا ما استحوذ عليه فكان يحفظ مكبلا بالسلاسل والقيود فيحطم الربط ويسوقه الشيطان إلى البراري فسأله يسوع ما اسمك؟قال جيش لأن كثيرا من الشياطين كانوا قد دخلوا فيه فسألوه ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية وكان يرعى هناك في الجبل قطيع كبير من الخنازير فسألوه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم فخرج الشياطين من الرجل ودخلوا في الخنازير فوثب القطيع من الجرف إلى البحيرة فغرق فلما رأى الرعاة ما جرى هربوا ونقلوا الخبر إلى المدينة والمزارع فخرج الناس ليروا ما جرى وجاؤوا إلى يسوع فوجدوا الرجل الذي خرج منه الشياطين جالسا عند قدمي يسوع لابسا صحيح العقل فخافوا فأخبرهم الشهود كيف نجا الممسوس فسأله أهل ناحية الجرجسيين كلهم أن ينصرف عنهم لما نالهم من الخوف الشديد فركب السفينة ورجع من حيث أتى فسأله الرجل الذي خرج منه الشياطين أن يصحبه فصرفه يسوع قال ارجع إلى بيتك وحدث بكل ما صنع الله إليك فمضى ينادي في المدينة كلها بكل ما صنع يسوع إليه ولما رجع يسوع رحب به الجمع لأنهم كانوا كلهم ينتظرونه وإذا برجل اسمه يائيرس وهو رئيس المجمع قد جاء فارتمى على قدمي يسوع وسأله أن يأتي بيته لأن له ابنة وحيدة في نحو الثانية عشرة من عمرها قد أشرفت على الموت وبينما هو ذاهب كانت الجموع تزحمه حتى تكاد أن تخنقه وكانت هناك امرأة منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة وكانت قد أنفقت جميع ما عندها على الأطباء فلم يستطع أحد منهم أن يشفيها فدنت من خلف ولمست هدب ردائه فوقف نزف دمها من وقته فقال يسوع من لمسني؟فلما أنكروا كلهم قال بطرس يا معلم الجموع تزحمك وتضايقك فقال يسوع قد لمسني أحدهم لأني شعرت بقوة خرجت مني فلما رأت المرأة أن أمرها لم يخف عليه جاءت راجفة فارتمت على قدميه وذكرت أمام الشعب كله لماذا لمسته وكيف برئت من وقتها فقال لها يا ابنتي إيمانك خلصك فاذهبي بسلام وبينما هو يتكلم جاء أحد من عند رئيس المجمع فقال ابنتك ماتت فلا تزعج المعلم فسمع يسوع فأجابه لا تخف آمن فحسب تخلص ابنتك
ولما وصل إلى البيت لم يدع أحدا يدخل معه إلا بطرس ويوحنا ويعقوب وأبا الصبية وأمها وكان جميع الناس يبكون وينوحون عليها فقال لا تبكوا لم تمت إنما هي نائمة فضحكوا منه لعلمهم بأنها ماتت أما هو فأخذ بيدها وصاح بها يا صبية قومي فردت الروح إليها وقامت من وقتها فأمر بأن تطعم فدهش أبواها فأوصاهما ألا يخبرا أحدا بما جرى
حذفانجيل لوقا 9 : 1 - 50
ودعا الاثني عشر فأولاهم قدرة وسلطانا على جميع الشياطين وعلى الأمراض لشفاء الناس منها ثم أرسلهم ليعلنوا ملكوت الله ويبرئوا المرضى وقال لهم لا تحملوا للطريق شيئا لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا مالا ولا يكن لأحد منكم قميصان وأي بيت دخلتم فأقيموا فيه ومنه ارحلوا وأما الذين لا يقبلونكم فاخرجوامن مدينتهم وانفضوا الغبار عن أقدامكم شهادة عليهم فمضوا وساروا في القرى يبشرون ويشفون المرضى في كل مكان وسمع أمير الربع هيرودس بكل ما كان يجري فحار في الأمر لأن بعض الناس كانوا يقولون إن يوحنا قام من بين الأموات وبعضهم إن إيليا ظهر وغيرهم إن نبيا من الأنبياء الأولين قام على أن هيرودس قال أما يوحنا فقد قطعت أنا رأسه فمن هذا الذي أسمع عنه مثل هذه الأمور؟وكان يحاول أن يراه ولما رجع الرسل أخبروا يسوع بكل ما عملوا فمضى بهم واعتزل وإياهم عند مدينة يقال لها بيت صيدا لكن الجموع علموا بالأمر فتبعوه فاستقبلهم وكلمهم على ملكوت الله وأبرأ الذين يحتاجون إلى الشفاءوأخذ النهار يميل فدنا إليه الاثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والمزارع المجاورة فيبيتوا فيها ويجدوا لهم طعاما لأننا هنا في مكان قفر فقال لــهم أعطوهم أنتم ما يأكلون فقالوا لا يزيد ما عندنا على خمسة أرغفة وسمكتين إلا إذا مضينا نحن فاشترينا لجميع هذا الشعب طعاما وكانوا نحو خمسة آلاف رجل فقال لتلاميذه أقعدوهم فئة فئة في كل واحدة منها نحو الخمسين ففعلوا فأقعدوهم جميعا فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء ثم باركها وكسرها وجعل يناولها تلاميذه ليقدموها للجمع فأكلوا كلهم حتى شبعوا ورفع ما فضل عنهم اثنتا عشرة قفة من الكسر واتفق أنه كان يصلي في عزلة والتلاميذ معه فسألهم من أنا في قول الجمــــوع؟فأجابوا يوحنا المعمدان وبعضهم يقول إيليا وبعضهم نبي من الأولين قام فقال لهم ومن أنا في قولكم أنتم ؟فأجاب بطرس مسيح الله فنهاهم بشدة أن يخبروا أحدا بذلك وقال يجب على ابن الإنسان أن يعاني آلاما شديدة وأن يرذله الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة وأن يقتل ويقوم في اليوم الثالث وقال للناس أجمعين من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها وأما الذي يفقد حياته في سبيلي فإنه يخلصها فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وفقد نفسه أو خسرها؟لأن من يستحيي بي وبكلامي يستحيي به ابن الإنسان متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة الأطهار وبحق أقول لكم في جملة الحاضرين ههنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ملكوت الله وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام مضى ببطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الجبل ليصلي وبينما هو يصلي تبدل منظر وجهه وصارت ثيابه بيضا تتلألأ كالبرق وإذا رجلان يكلمانه وهما موسى وإيليا قد تراءيا في المجد وأخذا يتكلمان على رحيله الذي سيتم في أورشليم وكان بطرس واللذان معه قد أثقلهم النعاس ولكنهم استيقظوا فعاينوا مجده والرجلين القائمين معه حتى إذا هما بالانصراف عنه قال بطرس ليسوع يا معلم حسن أن نكون ههنا فلو نصبنا ثلاث خيم واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا ولم يكن يدري ما يقول وبينما هو يتكلم ظهر غمام ظللهم فلما دخلوا في الغمام خاف التلاميذ وانطلق صوت من الغمام يقول هذا هو ابني الذي اخترته فله اسمعوا وبينما الصوت ينطلق بقي يسوع وحده فالتزموا الصمت ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما رأوا وفي الغد نزلوا من الجبل فتلقاه جمع كثير وإذا رجل من الجمع قد صاح يا معلم أسألك أن تنظر إلى ابني فإنه وحيدي يحضره روح فيصرخ بغتة ويخبطه حتى يزبد ولا يفارقه إلا بعد أن يرضضه وقد سألت تلاميذك أن يطردوه فلم يستطيعوا فأجاب يسوع أيها الجيل الكافر الفاسد حتام أبقى معكم وأحتملكم؟علي بابنك وبينما هو يدنو منه صرعه الشيطان وخبطه فانتهر يسوع الروح النجس وأبرأ الصبي ورده إلى أبيه فدهشوا جميعا من عظمة الله وبينما هم باجمعهم معجبون بكل ما كان يصنع قال لتلاميذه اجعلوا أنتم هذا الكلام في مسامعكم إن ابن الإنسان سيسلم إلى أيدي الناس فلم يفهموا هذا الكلام وكان مغلقا عليهم فما أدركوا معناه وخافوا أن يسألوه عن ذلك الأمر وجرى بينهم جدال فيمن تراه الأكبر فيهم فعلم يسوع ما يساور قلوبهم فأخذ بيد طفل وأقامه بجانبه ثم قال لهم من قبل هذا الطفل إكراما لاسمي فقد قبلني أنا ومن قبلني قبل الذي أرسلني فمن كان الأصغر فيكم جميعا فذلك هو الكبير فتكلم يوحنا قال يا معلم رأينا رجلا يطرد الشياطين باسمك فأردنا أن نمنعه لأنه لا يتبعك معنا فقال له يسوع لا تمنعوه فمن لم يكن عليكم كان معكم
يسوع يعمل الاعمال والمعجزات يجري كله في الجليل في انجيل لوقا وخلافا لما ورد في انجيل متى من هذه الايات
حذفانجيل لوقا 23 : 5
فقالوا ملحين إنه يثير الشعب بتعليمه في اليهودية كلها من الجليل إلى ههنا
سفر اعمال الرسل 10 : 37
وأنتم تعلمون الأمر الذي جرى في اليهودية كلها وكان بدؤه في الجليل بعد المعمودية التي نادى بها يوحنا
أنجيل متى 15 : 21
ثم خرج يسوع من هناك وذهب إلى نواحي صور وصيدا
أنجيل متى 16 : 13
ولما وصل يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه من ابن الإنسان في قول الناس؟
أنجيل مرقس 7 : 24 - 31
ومضى من هناك وذهب إلى نواحي صور فدخل بيتا وكان لا يريد أن يعلم به أحد فلم يستطع أن يخفي أمره فقد سمعت به وقتئذ امرأة لها ابنة صغيرة فيها روح نجس فجاءت وارتمت على قدميه وكانت المرأة وثنية من أصل سوري فينيقي فسألته أن يطرد الشيطان عن ابنتها فقال لها دعي البنين أولا يشبعون فلا يحسن أن يؤخذ خبز البنين فيلقى إلى صغار الكلاب فأجابت نعم يا رب ولكن صغار الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات الأطفال فقال لها من أجل قولك هذا اذهبي فقد خرج الشيطان من ابنتك فرجعت إلى بيتها فوجدت ابنتها ملقاة على السرير وقد خرج منها الشيطان وانصرف من أراضي صور ومر بصيدا قاصدا إلى بحر الجليل ومجتازا أراضي المدن العشر
أنجيل مرقس 8 : 27
وذهب يسوع وتلاميذه إلى قرى قيصرية فيلبس فسأل في الطريق تلاميذه من أنا في قول الناس؟
استهل لوقا هذا القسم بوعظ المعلم في مجمع الناصرة هي صورة سابقة لبقية الانجيل من إعلان للخلاص مبني على الكتاب المقدس ومستوحى من الروح القدس وتلميح إلى خلاص الوثنيين ورفض مواطني يسوع ومحاولتهم لقتله ثم ان رواية الرسالة تنقل أعمال يسوع وأكثرها معجزاته وأقواله
انجيل لوقا 4 : 14 - 30
وعاد يسوع إلى الجليل بقوة الروح فانتشر خبره في الناحية كلها وكان يعلم في مجامعهم فيمجدونه جميعا وأتى الناصرة حيث نشأ ودخل الـمجمع يوم السبت على عادته وقام ليقرأ فدفع إليه سفر النبي أشعيا ففتح السفر فوجد الـمكان المكتوب فيه روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرج عن الـمظلومين وأعلن سنة رضا عند الرب ثم طوى السفر فأعاده إلى الخادم وجلس وكانت عيون أهل الـمجمع كلهم شاخصة إليه فأخذ يقول لهم اليوم تمت هذه الآية بمسمع منكم وكانوا يشهدون له بأجمعهم ويعجبون من كلام النعمة الذي يخرج من فمه فيقولون أما هذا ابن يوسف؟فقال لهم لا شك أنكم تقولون لي هذا المثل يا طبيب اشف نفسك فاصنع ههنا في وطنك كل شيء سمعنا أنه جرى في كفرناحوم وأضاف الحق أقول لكم ما من نبي يقبل في وطنه وبحق أقول لكم كان في إسرائيل كثير من الأرامل في أيام إيليا حين احتبست السماء ثلاث سنوات وستة أشهر فأصابت الأرض كلها مجاعة شديدة ولم يرسل إيليا إلى واحدة منهن وإنما أرسل إلى أرملة في صرفت صيدا وكان في إسرائيل كثير من البرص على عهد النبي أليشاع فلم يبرأ واحد منهم وإنما برئ نعمان السوري فثار ثائر جميع الذين في الـمجمع عند سماعهم هذا الكلام فقاموا ودفعوه إلى خارج الـمدينة وساقوه إلى حرف الـجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه عنه ولكنه مر من بينهم ومضى
اعداد الشماس سمير كاكوز