الجزء الثالث من انجيل لوقا
الجزء الثالث تلتقي فيه رواية لوقا بمرقس من خلال هذه الفصول
انجيل لوقا الفصل الثامن
وسار بعد ذلك في كل مدينة وقرية ينادي ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر عن المنادى يا ونسوة أبرئن من أرواح خبيثة وأمراض وهن مريم المعروفة بالمجدلية وكان قد خرج منها سبعة شياطينبغض النظر وحنة امرأة كوزى خازن هيرودس وسوسنة وغيرهن كثيرات كن يساعدنهم بأموالهن واحتشد جمع كثير وأقبل الناس إليه من كل مدينة فكلمهم بمثل قال خرج الزارع ليزرع زرعه وبينما هو يزرع وقع بعض الحب على جانب الطريق فداسته الأقدام وأكلته طيور السماء ومنه ما وقع على الصخر فما إن نبت حتى يبس لأنه لم يجد رطوبة ومنه ما وقع بين الشوك فنبت الشوك معه فخنقه ومنه ما وقع على الأرض الطيبة فنبت وأثمر مائة ضعف قال هذا وصاح من كان له أذنان تسمعان فليسمع فسأله تلاميذه ما مغزى هذا المثل فقال أنتم أعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما سائر الناس فيكلمون بالأمثال لكي ينظروا فلا يبصروا ويسمعوا فلا يفهموا وإليكم مغزى المثل الزرع هو كلمة الله والذين على جانب الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس فينتزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا والذين على الصخر هم الذين إذا سمعوا الكلمة تقبلوها فرحين ولكن لا أصل لهم فإنما يؤمنون إلى حين وعند التجربة يرتدون والذي وقع في الشوك يمثل أولئك الذين يسمعون فيكون لهم من الهموم والغنى وملذات الحياة الدنيا ما يخنقهم في الطريق فلا يدرك لهم ثمر وأما الذي في الأرض الطيبة فيمثل الذين يسمعون الكلمة بقلب طيب كريم ويحفظونها فيثمرون بثباتهم ما من أحد يوقد سراجا ويحجبه بوعاء أو يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة ليستضيء به الداخلون فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سيعلم ويعلن فتنبهوا كيف تسمعون لأن من كان له شيء يعطى ومن ليس له شيء ينتزع منه حتى الذي يظنه له وجاءت إليه أمه وإخوته فلم يستطيعوا الوصول إليه لكثرة الزحام فقيل له إن أمك وإخوتك واقفون في خارج الدار يريدون أن يروك فأجابهم إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها وفي أحد الأيام ركب سفينة هو وتلاميذه فقال لهم لنعبر إلى شاطئ البحيرة المقابل فأقلعوا وبينما هم سائرون نام يسوع فهبت على البحيرة عاصفة فكاد الماء يغمرهم وأصبحوا على خطر فدنوا منه فأيقظوه وقالوا يا معلم يا معلم لقد هلكنا فاستيقظ وزجر الريح والموج فسكنا وعاد الهدوء فقال لهم أين إيمانكم ؟فخافوا وتعجبوا وقال بعضهم لبعض من ترى هذا حتى الرياح والأمواج يأمرها فتطيعه ثم أرسوا في ناحية الجرجسيين وهي تقابل الشاطئ الجليلي ولما نزل إلى البر تلقاه رجل من المدينة به مس من الشياطين ولم يكن يلبس ثوبا من زمن طويل ولا يأوي إلى بيت بل إلى القبور فلما رأى يسوع أخذ يصرخ ثم ارتمى على قدميه وقال بأعلى صوته ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟أسألك ألا تعذبني لأنه أمر الروح النجس أن يخرج من الرجل وكثيرا ما استحوذ عليه فكان يحفظ مكبلا بالسلاسل والقيود فيحطم الربط ويسوقه الشيطان إلى البراري فسأله يسوع ما اسمك؟قال جيش لأن كثيرا من الشياطين كانوا قد دخلوا فيه فسألوه ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية وكان يرعى هناك في الجبل قطيع كبير من الخنازير فسألوه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم فخرج الشياطين من الرجل ودخلوا في الخنازير فوثب القطيع من الجرف إلى البحيرة فغرق فلما رأى الرعاة ما جرى هربوا ونقلوا الخبر إلى المدينة والمزارع فخرج الناس ليروا ما جرى وجاؤوا إلى يسوع فوجدوا الرجل الذي خرج منه الشياطين جالسا عند قدمي يسوع لابسا صحيح العقل فخافوا فأخبرهم الشهود كيف نجا الممسوس فسأله أهل ناحية الجرجسيين كلهم أن ينصرف عنهم لما نالهم من الخوف الشديد فركب السفينة ورجع من حيث أتى فسأله الرجل الذي خرج منه الشياطين أن يصحبه فصرفه يسوع قال ارجع إلى بيتك وحدث بكل ما صنع الله إليك فمضى ينادي في المدينة كلها بكل ما صنع يسوع إليه ولما رجع يسوع رحب به الجمع لأنهم كانوا كلهم ينتظرونه وإذا برجل اسمه يائيرس وهو رئيس المجمع قد جاء فارتمى على قدمي يسوع وسأله أن يأتي بيته لأن له ابنة وحيدة في نحو الثانية عشرة من عمرها قد أشرفت على الموت وبينما هو ذاهب كانت الجموع تزحمه حتى تكاد أن تخنقه وكانت هناك امرأة منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة وكانت قد أنفقت جميع ما عندها على الأطباء فلم يستطع أحد منهم أن يشفيها فدنت من خلف ولمست هدب ردائه فوقف نزف دمها من وقته فقال يسوع من لمسني؟فلما أنكروا كلهم قال بطرس يا معلم الجموع تزحمك وتضايقك فقال يسوع قد لمسني أحدهم لأني شعرت بقوة خرجت مني فلما رأت المرأة أن أمرها لم يخف عليه جاءت راجفة فارتمت على قدميه وذكرت أمام الشعب كله لماذا لمسته وكيف برئت من وقتها فقال لها يا ابنتي إيمانك خلصك فاذهبي بسلام وبينما هو يتكلم جاء أحد من عند رئيس المجمع فقال ابنتك ماتت فلا تزعج المعلم فسمع يسوع فأجابه لا تخف آمن فحسب تخلص ابنتك ولما وصل إلى البيت لم يدع أحدا يدخل معه إلا بطرس ويوحنا ويعقوب وأبا الصبية وأمها وكان جميع الناس يبكون وينوحون عليها فقال لا تبكوا لم تمت إنما هي نائمة فضحكوا منه لعلمهم بأنها ماتت أما هو فأخذ بيدها وصاح بها يا صبية قومي فردت الروح إليها وقامت من وقتها فأمر بأن تطعم فدهش أبواها فأوصاهما ألا يخبرا أحدا بما جرى
أنجيل لوقا 9 : 1 - 50
ردحذفودعا الاثني عشر فأولاهم قدرة وسلطانا على جميع الشياطين وعلى الأمراض لشفاء الناس منها ثم أرسلهم ليعلنوا ملكوت الله ويبرئوا المرضى وقال لهم لا تحملوا للطريق شيئا لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا مالا ولا يكن لأحد منكم قميصان وأي بيت دخلتم فأقيموا فيه ومنه ارحلوا وأما الذين لا يقبلونكم فاخرجوامن مدينتهم وانفضوا الغبار عن أقدامكم شهادة عليهم فمضوا وساروا في القرى يبشرون ويشفون المرضى في كل مكان وسمع أمير الربع هيرودس بكل ما كان يجري فحار في الأمر لأن بعض الناس كانوا يقولون إن يوحنا قام من بين الأموات وبعضهم إن إيليا ظهر وغيرهم إن نبيا من الأنبياء الأولين قام على أن هيرودس قال أما يوحنا فقد قطعت أنا رأسه فمن هذا الذي أسمع عنه مثل هذه الأمور؟وكان يحاول أن يراه ولما رجع الرسل أخبروا يسوع بكل ما عملوا فمضى بهم واعتزل وإياهم عند مدينة يقال لها بيت صيدا لكن الجموع علموا بالأمر فتبعوه فاستقبلهم وكلمهم على ملكوت الله وأبرأ الذين يحتاجون إلى الشفاءوأخذ النهار يميل فدنا إليه الاثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والمزارع المجاورة فيبيتوا فيها ويجدوا لهم طعاما لأننا هنا في مكان قفر فقال لــهم أعطوهم أنتم ما يأكلون فقالوا لا يزيد ما عندنا على خمسة أرغفة وسمكتين إلا إذا مضينا نحن فاشترينا لجميع هذا الشعب طعاما وكانوا نحو خمسة آلاف رجل فقال لتلاميذه أقعدوهم فئة فئة في كل واحدة منها نحو الخمسين ففعلوا فأقعدوهم جميعا فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء ثم باركها وكسرها وجعل يناولها تلاميذه ليقدموها للجمع فأكلوا كلهم حتى شبعوا ورفع ما فضل عنهم اثنتا عشرة قفة من الكسر واتفق أنه كان يصلي في عزلة والتلاميذ معه فسألهم من أنا في قول الجمــــوع؟فأجابوا يوحنا المعمدان وبعضهم يقول إيليا وبعضهم نبي من الأولين قام فقال لهم ومن أنا في قولكم أنتم ؟فأجاب بطرس مسيح الله فنهاهم بشدة أن يخبروا أحدا بذلك وقال يجب على ابن الإنسان أن يعاني آلاما شديدة وأن يرذله الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة وأن يقتل ويقوم في اليوم الثالث وقال للناس أجمعين من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها وأما الذي يفقد حياته في سبيلي فإنه يخلصها فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وفقد نفسه أو خسرها؟لأن من يستحيي بي وبكلامي يستحيي به ابن الإنسان متى جاء في مجده ومجد الآب والملائكة الأطهار وبحق أقول لكم في جملة الحاضرين ههنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ملكوت الله وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام مضى ببطرس ويوحنا ويعقوب وصعد الجبل ليصلي وبينما هو يصلي تبدل منظر وجهه وصارت ثيابه بيضا تتلألأ كالبرق وإذا رجلان يكلمانه وهما موسى وإيليا قد تراءيا في المجد وأخذا يتكلمان على رحيله الذي سيتم في أورشليم وكان بطرس واللذان معه قد أثقلهم النعاس ولكنهم استيقظوا فعاينوا مجده والرجلين القائمين معه حتى إذا هما بالانصراف عنه قال بطرس ليسوع يا معلم حسن أن نكون ههنا فلو نصبنا ثلاث خيم واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا ولم يكن يدري ما يقول وبينما هو يتكلم ظهر غمام ظللهم فلما دخلوا في الغمام خاف التلاميذ وانطلق صوت من الغمام يقول هذا هو ابني الذي اخترته فله اسمعوا وبينما الصوت ينطلق بقي يسوع وحده فالتزموا الصمت ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما رأوا وفي الغد نزلوا من الجبل فتلقاه جمع كثير وإذا رجل من الجمع قد صاح يا معلم أسألك أن تنظر إلى ابني فإنه وحيدي يحضره روح فيصرخ بغتة ويخبطه حتى يزبد ولا يفارقه إلا بعد أن يرضضه وقد سألت تلاميذك أن يطردوه فلم يستطيعوا فأجاب يسوع أيها الجيل الكافر الفاسد حتام أبقى معكم وأحتملكم؟علي بابنك وبينما هو يدنو منه صرعه الشيطان وخبطه فانتهر يسوع الروح النجس وأبرأ الصبي ورده إلى أبيه فدهشوا جميعا من عظمة الله وبينما هم باجمعهم معجبون بكل ما كان يصنع قال لتلاميذه اجعلوا أنتم هذا الكلام في مسامعكم إن ابن الإنسان سيسلم إلى أيدي الناس فلم يفهموا هذا الكلام وكان مغلقا عليهم فما أدركوا معناه وخافوا أن يسألوه عن ذلك الأمر وجرى بينهم جدال فيمن تراه الأكبر فيهم فعلم يسوع ما يساور قلوبهم فأخذ بيد طفل وأقامه بجانبه ثم قال لهم من قبل هذا الطفل إكراما لاسمي فقد قبلني أنا ومن قبلني قبل الذي أرسلني فمن كان الأصغر فيكم جميعا فذلك هو الكبير فتكلم يوحنا قال يا معلم رأينا رجلا يطرد الشياطين باسمك فأردنا أن نمنعه لأنه لا يتبعك معنا فقال له يسوع لا تمنعوه فمن لم يكن عليكم كان معكم
انجيل مرقس الفصل الرابع
حذفوعاد إلى التعليم بجانب البحر فازدحم عليه جمع كثير جدا حتى إنه ركب سفينة في البحر وجلس فيها والجمع كله قائم في البر على ساحل البحر فعلمهم بالأمثال أشياء كثيرة وقال لهم في تعليمه إسمعوا هوذا الزارع خرج ليزرع وبينما هو يزرع وقع بعض الحب على جانب الطريق فجاءت الطيور فأكلته ووقع بعضه الآخر على أرض حجرة لم يكن فيها تراب كثير فنبت من وقته لأن ترابه لم يكن عميقا فلما أشرقت الشمس احترق ولم يكن له أصل فيبس ووقع بعضه الآخر في الشوك فارتفع الشوك وخنقه فلم يثمر ووقعت الحبات الأخرى على الأرض الطيبة فارتفعت ونمت وأثمرت بعضها ثلاثين وبعضها ستين وبعضها مائة وقال من كان له أذنان تسمعان فليسمع فلما اعتزل الجمع سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن الأمثال فقال لهم أنتم أعطيتم سر ملكوت الله وأما سائر الناس فكل شيء يلقى إليهم بالأمثال فينظرون نظرا ولا يبصرون ويسمعون سماعا ولا يفهمون لئلا يرجعوا فيغفر لهم وقال لهم أما تفهمون هذا المثل؟فكيف تفهمون سائر الأمثال؟الزارع يزرع كلمة الله فمن كانوا بجانب الطريق حيث زرعت الكلمة فهم الذين يسمعونها فيأتي الشيطان لوقته ويذهب بالكلمة المزروعة فيهم وهؤلاء هم الذين زرعوا في الأرض الحجرة فإذا سمعوا الكلمة قبلوها من وقتهم فرحين ولكن لا أصل لهم في أنفسهم فلا يثبتون على حالة فإذا حدثت بعد ذلك شدة أو اضطهاد من أجل الكلمة عثروا لوقتهم وبعضهم الآخر زرعوا في الشوك فهؤلاء هم الذين يسمعون الكلمة ولكن هموم الحياة الدنيا وفتنة الغنى وسائر الشهوات تداخلهم فتخنق الكلمة فلا تخرج ثمرا وهؤلاء هم الذين زرعوا في الأرض الطيبة فهم الذين يسمعون الكلمة ويتقبلونها فيثمرون الواحد ثلاثين ضعفا والآخر ستين وغيره مائة وقال لهم أيأتي السراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير؟ألا يأتي ليوضع على المنارة؟فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سيعلن من كان له أذنان تسمعان فليسمع وقال لهم انتبهوا لما تسمعون فبما تكيلون يكال لكم وتزادون لأن من كان له شيء يعطى ومن ليس له شيء ينتزع منه حتى الذي له وقال مثل ملكوت الله كمثل رجل يلقي البذر في الأرض فسواء نام أو قام ليل نهار فالبذر ينبت وينمي وهو لا يدري كيف يكون ذلك فالأرض من نفسها تخرج العشب أولا ثم السنبل ثم القمح الذي يملأ السنبل فما إن يدرك الثمر حتى يعمل فيه المنجل لأن الحصاد قد حان وقال بماذا نشبه ملكوت الله أو بأي مثل نمثله؟إنه مثل حبة خردل فهي حين تزرع في الأرض أصغر سائر البزور التي في الأرض فإذا زرعت ارتفعت وصارت أكبر البقول كلها وأرسلت أغصانا كبيرة حتى إن طيور السماء تستطيع أن تعشش في ظلها وكان يكلمهم بأمثال كثيرة كهذه ليلقي إليهم كلمة الله على قدر ما كانوا يستطيعون أن يسمعوها ولم يكلمهم من دون مثل فإذا انفرد بتلاميذه فسر لهم كل شيءوقال لهم في ذلك اليوم نفسه عند المساء لنعبر إلى الشاطئ المقابل فتركوا الجمع وساروا به وهو في السفينة وكان معه سفن أخرى فعصفت ريح شديدة وأخذت الأمواج تندفع على السفينة حتى كادت تمتلئ وكان هو في مؤخرها نائما على الوسادة فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما تبالي أننا نهلك؟فاستيقظ وزجر الريح وقال للبحر اسكت اخرس فسكنت الريح وحدث هدوء تام ثم قال لهم ما لكم خائفين هذا الخوف؟أإلى الآن لا إيمان لكم؟فخافوا خوفا شديدا وقال بعضهم لبعض من ترى هذا حتى تطيعه الريح والبحر؟
أنجيل مرقس الفصل الخامس
حذفووصلوا إلى الشاطئ الآخر من البحر إلى ناحية الجراسيين وما إن نزل من السفينة حتى تلقاه رجل فيه روح نجس قد خرج من القبور وكان يقيم في القبور ولا يقدر أحد أن يضبطه حتى بسلسلة فكثيرا ما ربط بالقيود والسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود ولم يكن أحد يقوى على قمعه وكان طوال الليل والنهار في القبور والجبال يصيح ويرضض جسمه بالحجارة فلما رأى يسوع عن بعد أسرع إليه وسجد له وصاح بأعلى صوته ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي أستحلفك بالله لا تعذبني لأن يسوع قال له أيها الروح النجس اخرج من الرجل فسأله ما اسمك ؟فقال له اسمي جيش لأننا كثيرون ثم سأله ملحا ألا يرسلهم إلى خارج الناحية وكان يرعى هناك في سفح الجبل قطيع كبير من الخنازير فتوسلت إليه الأرواح النجسة قالت أرسلنا إلى الخنازير فندخل فيها فأذن لها فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير فوثب القطيع من الجرف إلى البحر وعدده نحو ألفين فغرقت الخنازير في البحر فهرب الرعاة ونقلوا الخبر إلى المدينة والمزارع فجاء الناس ليروا ما جرى فلما وصلوا إلى يسوع شاهدوا الرجل الذي كان ممسوسا جالسا لابسا صحيح العقل ذاك الذي كان فيه جيش من الشياطين فخافوا فأخبرهم الشهود بما جرى للممسوس وبخبر الخنازير فأخذوا يسألون يسوع أن ينصرف عن بلدهم وبينما هو يركب السفينة سأله الذي كان ممسوسا أن يصحبه فلم يأذن له بل قال له اذهب إلى بيتك إلى ذويك وأخبرهم بكل ما صنع الرب إليك وبرحمته لك فمضى وأخذ ينادي في المدن العشر بكل ما صنع يسوع إليه وكان جميع الناس يتعجبون ورجع يسوع في السفينة إلى الشاطئ المقابل فازدحم عليه جمع كثير وهو على شاطئ البحر فجاء أحد رؤساء المجمع اسمه يائيرس فلما رآه ارتمى على قدميه وسأله ملحا قال ابنتي الصغيرة مشرفة على الموت فتعال وضع يديك عليها لتبرأ وتحيا فذهب معه وتبعه جمع كثير يزحمه وكانت هناك امرأة منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة قد عانت كثيرا من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها فلم تستفد شيئا بل صارت من سيئ إلى أسوأ فلما سمعت بأخبار يسوع جاءت بين الجمع من خلف ولمست رداءه لأنها قالت في نفسها إن لمست ولو ثيابه برئت فجف مسيل دمها لوقته وأحست في جسمها أنها برئت من علتها وشعر يسوع لوقته بالقوة التي خرجت منه فالتفت إلى الجمع وقال من لمس ثيابي؟فقال له تلاميذه ترى الجمع يزحمك وتقول من لمسني؟فأجال طرفه ليرى التي فعلت ذلك فخافت المرأة وارتجفت لعلمها بما حدث لها فجاءت وارتمت على قدميه واعترفت بالحقيقة كلها فقال لها يا ابنتي إيمانك خلصك فاذهبي بسلام وتعافي من علتك وبينما هو يتكلم وصل أناس من عند رئيس المجمع يقولون ابنتك ماتت فلم تزعج المعلم؟فلم يبال يسوع بهذا الكلام بل قال لرئيس المجمع لا تخف آمن فقط ولم يدع أحدا يصحبه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب ولما وصلوا إلى دار رئيس المجمع شهد ضجيجا وأناسا يبكون ويعولون فدخل وقال لهم لماذا تضجون وتبكون؟لم تمت الصبية وإنما هي نائمة فضحكوا منه أما هو فأخرجهم جميعا وسار بأبي الصبية وأمها والذين كانوا معه ودخل إلى حيث كانت الصبية فأخذ بيد الصبية وقال لها طليتا قوم أي يا صبية أقول لك قومي فقامت الصبية لوقتها وأخذت تمشي وكانت ابنة اثنتي عشرة سنة فدهشوا أشد الدهش فأوصاهم مشددا عليهم ألا يعلم أحد بذلك وأمرهم أن يطعموها
انجيل مرقس الفصل السادس
حذفوانصرف من هناك وجاء إلى وطنه يتبعه تلاميذه ولما أتى السبت أخذ يعلم في المجمع فدهش كثير من الذين سمعوه وقالوا من أين له هذا؟ وما هذه الحكمة التي أعطيها حتى إن المعجزات المبينة تجري عن يديه؟أليس هذا النجار ابن مريم أخا يعقوب ويوسى ويهوذا وسمعان؟أو ليست أخواته عندنا ههنا؟وكان لهم حجر عثرة فقال لهم يسوع لا يزدرى نبي إلا في وطنه وأقاربه وبيته ولم يستطع أن يجري هناك شيئا من المعجزات سوى أنه وضع يديه على بعض المرضى فشفاهم وكان يتعجب من عدم إيمانهم ثم سار في القرى المجاورة يعلم ودعا الآثني عشر وأخذ يرسلهم اثنين اثنين وأولاهم سلطانا على الأرواح النجسة وأوصاهم ألا يأخذوا للطريق شيئا سوى عصا لا خبزا ولا مزودا ولا نقدا من نحاس في زنارهم بل ليشدوا النعال على أقدامهم ولا تلبسوا قميصين وقال لهم وحيثما دخلتم بيتا فأقيموا فيه إلى أن ترحلوا وإن لم يقبلكم مكان ولم يستمع فيه الناس إليكم فارحلوا عنه نافضين الغبار من تحت أقدامكم شهادة عليهم فمضوا يدعون الناس إلى التوبة وطردوا كثيرا من الشياطين ومسحوا بالزيت كثيرا من المرضى فشفوهم وسمع الملك هيرودس بأخباره لأن اسمه أصبح مشهورا وكان أناس يقولون إن يوحنا المعمدان قام من بين الأموات ولذلك تعمل فيه القدرة على إجراء المعجزات وقال آخرون إنه إيليا وقال غيرهم إنه نبي كسائر الأنبياء فلما سمع هيرودس قال هذا يوحنا الذي قطعت أنا رأسه قد قام ذلك بأن هيرودس هذا كان قد أرسل إلى يوحنا من أمسكه وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة أخيه فيلبس لأنه تزوجها فكان يوحنا يقول لهيرودس لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك وكانت هيروديا ناقمة عليه تريد قتله فلا تستطيع لأن هيرودس كان يهاب يوحنا لعلمه أنه رجل بار قديس وكان يحميه وإذا استمع إليه وقع في حيرة كبيرة وكان مع ذلك يسره الإصغاء إليه وجاء يوم موافق إذ أقام هيرودس في ذكرى مولده مأدبة للأشراف والقواد وأعيان الجليل فدخلت ابنة هيروديا هذه ورقصت فأعجبت هيرودس وجلساءه فقال الملك للصبية اطلبي مني ما شئت أعطك وأقسم لها لأعطينك كل ما تطلبين مني ولو نصف مملكتي فخرجت وسألت أمها ماذا أطلب؟فقالت رأس يوحنا المعمدان فدخلت مسرعة إلى الملك وطلبت فقالت أريد أن تعطيني في هذه الساعة على طبق رأس يوحنا المعمدان فاغتم الملك ولكنه من أجل أيمانه ومراعاة لجلسائه لم يشأ أن يرد طلبها فأرسل الملك من وقته حاجبا وأمره بأن يأتي برأسه فمضى وقطع رأسه في السجن وأتى برأس يوحنا على طبق فأعطاه للصبية والصبية أعطته لأمها وبلغ الخبر تلاميذه فجاؤوا فحملوا جثمانه ووضعوه في قبر واجتمع الرسل عند يسوع وأخبروه بجميع ما عملوا وعلموا فقال لهم تعالوا أنتم إلى مكان قفر تعتزلون فيه واستريحوا قليلا لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين حتى لم تكن لهم فرصة لتناول الطعام فمضوا في السفينة إلى مكان قفر يعتزلون فيه فرآهم الناس ذاهبين وعرفهم كثير منهم فأسرعوا سيرا على الأقدام من جميع المدن وسبقوهم إلى ذلك المكان فلما نزل إلى البر رأى جمعا كثيرا فأخذته الشفقة عليهم لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها وأخذ يعلمهم أشياء كثيرة وفات الوقت فدنا إليه تلاميذه وقالوا المكان قفر وقد فات الوقت فاصرفهم ليذهبوا إلى المزارع والقرى المجاورة فيشتروا لهم ما يأكلون فأجابهم أعطوهم أنتم ما يأكلون فقالوا له أنذهب فنشتري خبزا بمائتي دينار ونعطيهم ليأكلوا؟فقال لهم كم رغيفا عندكم؟اذهبوا فانظروا فتحققوا ما عندهم ثم قالوا خمسة وسمكتان فأمرهم بأن يقعدوا الناس كلهم فئة فئة على العشب الأخضر فقعدوا أفواجا منها مائة ومنها خمسون فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء وبارك وكسر الأرغفة ثم جعل يناولها التلاميذ ليقدموها للناس وقسم السمكتين عليهم جميعا فأكلوا كلهم حتى شبعوا ورفعوا اثنتي عشرة قفة ممتلئة من الكسر وفضلات السمكتين وكان الآكلون من الأرغفة خمسة آلاف رجل وأجبر تلاميذه لوقته أن يركبوا السفينة ويتقدموه إلى الشاطئ المقابل نحو بيت صيدا حتى يصرف الجمع فلما صرفهم ذهب إلى الجبل ليصلي وعند المساء كانت السفينة في عرض البحر وهو وحده في البر ورآهم يجهدون في التجديف لأن الريح كانت مخالفة لهم فجاء إليهم عند آخر الليل ماشيا على البحر وكاد يجاوزهم فلما رأوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا لأنهم رأوه كلهم فاضطربوا فكلمهم من وقته قال لهم ثقوا أنا هو لا تخافوا وصعد السفينة إليهم فسكنت الريح فدهشوا غاية الدهش لأنهم لم يفهموا ما جرى على الأرغفة بل كانت قلوبهم قاسية وعبروا حتى بلغوا أرض جناسرت فأرسوا وما إن نزلوا من السفينة حتى عرفه الناس فطافوا بتلك الناحية كلها، وجعلوا يحملون المرضى على فرشهم إلى كل مكان يسمعون أنه فيه وحيثما كان يدخل سواء دخل القرى أو المدن أو المزارع كانوا يضعون المرضى في الساحات ويسألونه أن يدعهم يلمسون ولو هدب ردائه وكان جميع الذين يلمسونه يشفون
انجيل مرقس الفصل السابع
حذفواجتمع لديه الفريسيون وبعض الكتبة الآتين من أورشليم فرأوا بعض تلاميذه يتناولون الطعام بأيد نجسة أي غير مغسولة لأن الفريسيين واليهود عامة لا يأكلون إلا بعد أن يغسلوا أيديهم حتى المرفق تمسكا بسنة الشيوخ وإذا رجعوا من السوق لا يأكلون إلا بعد أن يغتسلوا بإتقان وهناك أشياء أخرى كثيرة من السنة يتمسكون بها كغسل الكؤوس والجرار وآنية النحاس فسأله الفريسيون والكتبة لم لا يجري تلاميذك على سنة الشيوخ بل يتناولون الطعام بأيد نجسة؟فقال لهم أيها المراؤون أحسن أشعيا في نبوءته عنكم كما ورد في الكتاب هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد مني إنهم بالباطل يعبدونني فليس ما يعلمون من المذاهب سوى أحكام بشرية إنكم تهملون وصية الله وتتمسكون بسنة البشر وقال لهم إنكم تحسنون نقض وصية الله لتقيموا سنتكم فقد قال موسى أكرم أباك وأمك ومن لعن أباه أو أمه فليمت موتا وأما أنتم فتقولون إذا قال أحد لأبيه أو أمه كل شيء قد أساعدك به جعلته قربانا فإنكم لا تدعونه يساعد أباه أو أمه أي مساعدة فتنقضون كلام الله بسنتكم التي تتناقلونها وهناك أشياء كثيرة مثل ذلك تفعلون ودعا الجمع ثانية وقال لهم أصغوا إلي كلكم وافهموا ما من شيء خارج عن الإنسان إذا دخل الإنسان ينجسه ولكن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان ولما دخل البيت مبتعدا عن الجمع سأله تلاميذه عن المثل فقال لهم أهكذا أنتم أيضا لا فهم لكم؟ألا تدركون أن ما يدخل الإنسان من الخارج لا ينجسه لأنه لا يدخل إلى القلب بل إلى الجوف ثم يذهب في الخلاء وفي قوله ذلك جعل الأطعمة كلها طاهرة وقال ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان لأنه من باطن الناس، من قلوبهم تنبعث المقاصد السيئة والفحش والسرقة والقتل والزنى والطمع والخبث والمكر والفجور والحسد والشتم والكبرياء والغباوة جميع هذه المنكرات تخرج من باطن الإنسان فتنجسه ومضى من هناك وذهب إلى نواحي صور فدخل بيتا وكان لا يريد أن يعلم به أحد فلم يستطع أن يخفي أمره فقد سمعت به وقتئذ امرأة لها ابنة صغيرة فيها روح نجس فجاءت وارتمت على قدميه وكانت المرأة وثنية من أصل سوري فينيقي فسألته أن يطرد الشيطان عن ابنتها فقال لها دعي البنين أولا يشبعون فلا يحسن أن يؤخذ خبز البنين فيلقى إلى صغار الكلاب فأجابت نعم يا رب ولكن صغار الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات الأطفال فقال لها من أجل قولك هذا اذهبي فقد خرج الشيطان من ابنتك فرجعت إلى بيتها فوجدت ابنتها ملقاة على السرير وقد خرج منها الشيطان وانصرف من أراضي صور ومر بصيدا قاصدا إلى بحر الجليل ومجتازا أراضي المدن العشر فجاؤوه بأصم معقود اللسان وسألوه أن يضع يده عليه فانفرد به عن الجمع وجعل إصبعيه في أذنيه ثم تفل ولمس لسانه ورفع عينيه نحو السماء وتنهد وقال له إفتح أي انفتح فانفتح مسمعاه وانحلت عقدة لسانه فتكلم بلسان طليق وأوصاهم ألا يخبروا أحدا فكان كلما أكثر من توصيتهم أكثروا من إذاعة خبره وكانوا يقولون وهم في غاية الإعجاب قد أبدع في أعماله كلها إذ جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون
انجيل مرقس الفصل الثامن
حذفوفي تلك الأيام احتشد أيضا جمع كثير ولم يكن عندهم ما يأكلون فدعا تلاميذه وقال لهم أشفق على هذا الجمع فإنهم منذ ثلاثة أيام يلازمونني وليس عندهم ما يأكلون وإن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين خارت قواهم في الطريق ومنهم من جاء من مكان بعيد فأجابه تلاميذه من أين لأحد أن يشبع هؤلاء من الخبز ههنا في مكان قفر؟فسألهم كم رغيفا عندكم؟قالوا سبعة فأمر الجمع بالقعود على الأرض ثم أخذ الأرغفة السبعة وشكر وكسرها ثم جعل يناول تلاميذه ليقدموها فقدموها للجمع وكان عندهم بعض سمكات صغار فباركها وأمر بتقديمها أيضا فأكلوا حتى شبعوا ورفعوا مما فضل من الكسر سبع سلال وكانوا نحو أربعة آلاف فصرفهم وركب السفينة عندئذ مع تلاميذه وجاء إلى نواحي دلمانوتا فأقبل الفريسيون وأخذوا يجادلونه فطلبوا آية من السماء ليحرجوه فتنهد من أعماق نفسه وقال ما بال هذا الجيل يطلب آية؟الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية ثم تركهم وعاد إلى السفينة فركبها وانصرف إلى الشاطئ المقابل فنسي التلاميذ أن يأخذوا خبزا ولم يكن عندهم في السفينة سوى رغيف واحد وأخذ يسوع يوصيهم فيقول تبصروا واحذروا خمير الفريسيين وخمير هيرودس فجعلوا يتجادلون لأنه لا خبز عندهم فشعر يسوع بأمرهم فقال لهم ما بالكم تتجادلون لأنه لا خبز عندكم؟ألم تدركوا حتى الآن وتفهموا؟ألكم قلوب قاسية؟ألكم عيون ولا تبصرون وآذان ولا تسمعون؟ألا تذكرونإذ كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف كم قفة مملوءة كسرا رفعتم؟قالوا له اثنتي عشرة وإذ كسرت الأرغفة السبعة للأربعة الآلاف، كم سلة من الكسر رفعتم ؟قالوا سبعا فقال لهم ألم تفهموا حتى الآن؟ووصلوا إلى بيت صيدا فأتوه بأعمى وسألوه أن يضع يديه عليه فأخذ بيد الأعمى وقاده إلى خارج القرية ثم تفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله أتبصر شيئا؟ففتح عينيه وقال أبصر الناس فأراهم كأنهم أشجار وهم يمشون فوضع يديه ثانية على عينيه فأبصر وعاد صحيحا يرى كل شيء واضحا فأرسله إلى بيته وقال له حتى القرية لا تدخلها وذهب يسوع وتلاميذه إلى قرى قيصرية فيلبس فسأل في الطريق تلاميذه من أنا في قول الناس؟فأجابوه يوحنا المعمدان وبعضهم يقول إيليا وبعضهم الآخر أحد الأنبياءفسألهم ومن أنا في قولكم أنتم؟فأجاب بطرس أنت المسيح فنهاهم أن يخبروا أحدا بأمره وبدأ يعلمهم أن ابن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلاما شديدة وأن يرذله الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة وأن يقتل وأن يقوم بعد ثلاثة أيام وكان يقول هذا الكلام صراحة فانفرد به بطرس وجعل يعاتبه فالتفت فرأى تلاميذه فزجر بطرس قال إنسحب ورائي يا شيطان لأن أفكارك ليست أفكار الله بل أفكار البشر ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها وأما الذي يفقد حياته في سبيلي وسبيل البشارة فإنه يخلصها فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟وماذا يعطي الإنسان بدلا لنفسه؟لأن من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابن الإنسان متى جاء في مجد أبيه ومعه الملائكة الأطهار
أنجيل مرقس 9 : 1 - 40
حذفوقال لهم الحق أقول لكم في جملة الحاضرين ههنا من لا يذوقون الموت حتى يشاهدوا ملكوت الله آتيا بقوة وبعد ستة أيام مضى يسوع ببطرس ويعقوب ويوحنا فانفرد بهم وحدهم على جبل عال وتجلى بمرأى منهم فتلألأت ثيابه ناصعة البياض حتى ليعجز أي قصار في الأرض أن يأتي بمثل بياضها وتراءى لهم إيليا مع موسى وكانا يكلمان يسوع فخاطب بطرس يسوع قال رابي حسن أن نكون ههنا فلو نصبنا ثلاث خيم واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا فلم يكن يدري ماذا يقول لما استولى عليهم من الخوف وظهر غمام قد ظللهم وانطلق صوت من الغمام يقول هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا فأجالوا الطرف فورا في ما حولهم فلم يروا معهم إلا يسوع وحده وبينما هم نازلون من الجبل أوصاهم ألا يخبروا أحدا بما رأوا إلا متى قام ابن الإنسان من بين الأموات فحفظوا هذا الامر وأخذوا يتساءلون ما معنى القيامة من بين الاموات وسألوه لماذا يقول الكتبة إنه يجب أن يأتي إيليا أولا؟فقال لهم إن إيليا يأتي أولا ويصلح كل شيء فكيف كتب في شأن ابن الإنسان أنه سيعاني آلاما شديدة ويزدرى؟على أني أقول لكم إن إيليا قد أتى وصنعوا به كل ما أرادوا كما كتب في شأنه ولما لحقوا بالتلاميذ رأوا جمعا كثيرا حولهم وبعض الكتبة يجادلونهم فما إن أبصره الجمع حتى دهشوا كلهم وسارعوا إلى السلام عليه فسألهم فيم تجادلونهم؟فأجابه رجل من الجمع يا معلم أتيتك بابن لي فيه روح أبكم حيثما أخذه يصرعه فيزبد الصبي ويصرف بأسنانه وييبس وقد سألت تلاميذك أن يطردوه فلم يقدروا فأجابهم أيها الجيل الكافر حتام أبقى معكم؟وإلام أحتملكم؟علي به فأتوه به فما إن رآه الروح حتى خبطه فوقع إلى الأرض يتمرغ ويزبد فسأل أباه منذ كم يحدث له هذا؟قال منذ طفولته وكثيرا ما ألقاه في النار أو في الماء ليهلكه فإذا كنت تستطيع شيئا فأشفق علينا وأغثنا فقال له يسوع إذا كنت تستطيع كل شيء ممكن للذي يؤمن فصاح أبو الصبي لوقته آمنت فشدد إيماني الضعيف ورأى يسوع الجمع يزدحمون فانتهر الروح النجس وقال له أيها الروح الأخرس الأصم أنا آمرك أخرج منه ولا تعد إليه فصرخ وخبطه خبطا عنيفا وخرج منه فعاد الصبي كالميت حتى قال جميع الناس لقد مات فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام ولما دخل البيت انفرد به تلاميذه وسألوه لماذا لم نستطع نحن أن نطرده؟فقال لهم إن هذا الجنس لا يمكن إخراجه إلا بالصلاة ومضوا من هناك فمروا بالجليل ولم يرد أن يعلم به أحد لأنه كان يعلم تلاميذه فيقول لهم إن ابن الإنسان سيسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم فلم يفهموا هذا الكلام وخافوا أن يسألوه وجاؤوا إلى كفرناحوم. فلما دخل البيت سألهم فيم كنتم تتجادلون في الطريق؟فظلوا صامتين لأنهم كانوا في الطريق يتجادلون فيمن هو الأكبر فجلس ودعا الاثني عشر وقال لهم من أراد أن يكون أول القوم فليكن آخرهم جميعا وخادمهم ثم أخذ بيد طفل فأقامه بينهم وضمه إلى صدره وقال لهم من قبل واحدا من أمثال هؤلاء الأطفال إكراما لاسمي فقد قبلني أنا ومن قبلني فلم يقبلني أنا بل الذي أرسلني قال له يوحنا يا معلم رأينا رجلا يطرد الشياطين باسمك فأردنا أن نمنعه لأنه لا يتبعنا فقال يسوع لا تمنعوه فما من أحد يجري معجزة باسمي يستطيع بعدها أن يسيء القول في ومن لم يكن علينا كان معنا
ما عدا فصول من انجيل مرقس هذه
أنجيل مرقس 6 : 45 - 56
حذفوأجبر تلاميذه لوقته أن يركبوا السفينة ويتقدموه إلى الشاطئ المقابل نحو بيت صيدا حتى يصرف الجمع فلما صرفهم ذهب إلى الجبل ليصلي وعند المساء كانت السفينة في عرض البحر وهو وحده في البر ورآهم يجهدون في التجديف لأن الريح كانت مخالفة لهم فجاء إليهم عند آخر الليل ماشيا على البحر وكاد يجاوزهم فلما رأوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا لأنهم رأوه كلهم فاضطربوا فكلمهم من وقته قال لهم ثقوا أنا هو لا تخافوا وصعد السفينة إليهم فسكنت الريح فدهشوا غاية الدهش لأنهم لم يفهموا ما جرى على الأرغفة بل كانت قلوبهم قاسية وعبروا حتى بلغوا أرض جناسرت فأرسوا وما إن نزلوا من السفينة حتى عرفه الناس فطافوا بتلك الناحية كلها، وجعلوا يحملون المرضى على فرشهم إلى كل مكان يسمعون أنه فيه وحيثما كان يدخل سواء دخل القرى أو المدن أو المزارع كانوا يضعون المرضى في الساحات ويسألونه أن يدعهم يلمسون ولو هدب ردائه وكان جميع الذين يلمسونه يشفون
انجيل مرقس الفصل السابع
واجتمع لديه الفريسيون وبعض الكتبة الآتين من أورشليم فرأوا بعض تلاميذه يتناولون الطعام بأيد نجسة أي غير مغسولة لأن الفريسيين واليهود عامة لا يأكلون إلا بعد أن يغسلوا أيديهم حتى المرفق تمسكا بسنة الشيوخ وإذا رجعوا من السوق لا يأكلون إلا بعد أن يغتسلوا بإتقان وهناك أشياء أخرى كثيرة من السنة يتمسكون بها كغسل الكؤوس والجرار وآنية النحاس فسأله الفريسيون والكتبة لم لا يجري تلاميذك على سنة الشيوخ بل يتناولون الطعام بأيد نجسة؟فقال لهم أيها المراؤون أحسن أشعيا في نبوءته عنكم كما ورد في الكتاب هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد مني إنهم بالباطل يعبدونني فليس ما يعلمون من المذاهب سوى أحكام بشرية إنكم تهملون وصية الله وتتمسكون بسنة البشر وقال لهم إنكم تحسنون نقض وصية الله لتقيموا سنتكم فقد قال موسى أكرم أباك وأمك ومن لعن أباه أو أمه فليمت موتا وأما أنتم فتقولون إذا قال أحد لأبيه أو أمه كل شيء قد أساعدك به جعلته قربانا فإنكم لا تدعونه يساعد أباه أو أمه أي مساعدة فتنقضون كلام الله بسنتكم التي تتناقلونها وهناك أشياء كثيرة مثل ذلك تفعلون ودعا الجمع ثانية وقال لهم أصغوا إلي كلكم وافهموا ما من شيء خارج عن الإنسان إذا دخل الإنسان ينجسه ولكن ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان ولما دخل البيت مبتعدا عن الجمع سأله تلاميذه عن المثل فقال لهم أهكذا أنتم أيضا لا فهم لكم؟ألا تدركون أن ما يدخل الإنسان من الخارج لا ينجسه لأنه لا يدخل إلى القلب بل إلى الجوف ثم يذهب في الخلاء وفي قوله ذلك جعل الأطعمة كلها طاهرة وقال ما يخرج من الإنسان هو الذي ينجس الإنسان لأنه من باطن الناس من قلوبهم تنبعث المقاصد السيئة والفحش والسرقة والقتل والزنى والطمع والخبث والمكر والفجور والحسد والشتم والكبرياء والغباوة جميع هذه المنكرات تخرج من باطن الإنسان فتنجسه ومضى من هناك وذهب إلى نواحي صور فدخل بيتا وكان لا يريد أن يعلم به أحد فلم يستطع أن يخفي أمره فقد سمعت به وقتئذ امرأة لها ابنة صغيرة فيها روح نجس فجاءت وارتمت على قدميه وكانت المرأة وثنية من أصل سوري فينيقي فسألته أن يطرد الشيطان عن ابنتها فقال لها دعي البنين أولا يشبعون فلا يحسن أن يؤخذ خبز البنين فيلقى إلى صغار الكلاب فأجابت نعم يا رب ولكن صغار الكلاب تأكل تحت المائدة من فتات الأطفال فقال لها من أجل قولك هذا اذهبي فقد خرج الشيطان من ابنتك فرجعت إلى بيتها فوجدت ابنتها ملقاة على السرير وقد خرج منها الشيطان وانصرف من أراضي صور ومر بصيدا قاصدا إلى بحر الجليل ومجتازا أراضي المدن العشر فجاؤوه بأصم معقود اللسان وسألوه أن يضع يده عليه فانفرد به عن الجمع وجعل إصبعيه في أذنيه ثم تفل ولمس لسانه ورفع عينيه نحو السماء وتنهد وقال له إفتح أي انفتح فانفتح مسمعاه وانحلت عقدة لسانه فتكلم بلسان طليق وأوصاهم ألا يخبروا أحدا فكان كلما أكثر من توصيتهم أكثروا من إذاعة خبره وكانوا يقولون وهم في غاية الإعجاب قد أبدع في أعماله كلها إذ جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون
أنجيل مرقس 8 : 1 - 26
حذفوفي تلك الأيام احتشد أيضا جمع كثير ولم يكن عندهم ما يأكلون فدعا تلاميذه وقال لهم أشفق على هذا الجمع فإنهم منذ ثلاثة أيام يلازمونني وليس عندهم ما يأكلون وإن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين خارت قواهم في الطريق ومنهم من جاء من مكان بعيد فأجابه تلاميذه من أين لأحد أن يشبع هؤلاء من الخبز ههنا في مكان قفر؟فسألهم كم رغيفا عندكم؟قالوا سبعة فأمر الجمع بالقعود على الأرض ثم أخذ الأرغفة السبعة وشكر وكسرها ثم جعل يناول تلاميذه ليقدموها فقدموها للجمع وكان عندهم بعض سمكات صغار فباركها وأمر بتقديمها أيضا فأكلوا حتى شبعوا ورفعوا مما فضل من الكسر سبع سلال وكانوا نحو أربعة آلاف فصرفهم وركب السفينة عندئذ مع تلاميذه وجاء إلى نواحي دلمانوتا فأقبل الفريسيون وأخذوا يجادلونه فطلبوا آية من السماء ليحرجوه فتنهد من أعماق نفسه وقال ما بال هذا الجيل يطلب آية؟الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية ثم تركهم وعاد إلى السفينة فركبها وانصرف إلى الشاطئ المقابل فنسي التلاميذ أن يأخذوا خبزا ولم يكن عندهم في السفينة سوى رغيف واحد وأخذ يسوع يوصيهم فيقول تبصروا واحذروا خمير الفريسيين وخمير هيرودس فجعلوا يتجادلون لأنه لا خبز عندهم فشعر يسوع بأمرهم فقال لهم ما بالكم تتجادلون لأنه لا خبز عندكم؟ألم تدركوا حتى الآن وتفهموا؟ألكم قلوب قاسية؟ألكم عيون ولا تبصرون وآذان ولا تسمعون؟ألا تذكرونإذ كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف كم قفة مملوءة كسرا رفعتم؟قالوا له اثنتي عشرة وإذ كسرت الأرغفة السبعة للأربعة الآلاف، كم سلة من الكسر رفعتم ؟قالوا سبعا فقال لهم ألم تفهموا حتى الآن؟ووصلوا إلى بيت صيدا فأتوه بأعمى وسألوه أن يضع يديه عليه فأخذ بيد الأعمى وقاده إلى خارج القرية ثم تفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله أتبصر شيئا؟ففتح عينيه وقال أبصر الناس فأراهم كأنهم أشجار وهم يمشون فوضع يديه ثانية على عينيه فأبصر وعاد صحيحا يرى كل شيء واضحا فأرسله إلى بيته وقال له حتى القرية لا تدخلها
فيه يشترك الاثنا عشر في رسالة يسوع وترد أسماؤهم منذ في
انجيل لوقا 8 : 1
وسار بعد ذلك في كل مدينة وقرية ينادي ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر
فيه أيضاً تمييز بين الذين يلقى إليهم الكلام بالأمثال فقط وبين الذين أعطي لهم أن يعرفوا أسرار ملكوت الله في
أنجيل لوقا 8 : 10
فقال يسوع لتلاميذه أنتم أعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما سائر الناس فيكلمون بالأمثال لكي ينظروا فلا يبصروا ويسمعوا فلا يفهموا
ثم هناك معجزات جديدة مقصورة على التلاميذ تجعلهم يتساءلون فمن هو أذاً؟ في
حذفأنجل لوقا 8 : 25
فقال لهم أين إيمانكم ؟فخافوا وتعجبوا وقال بعضهم لبعض من ترى هذا حتى الرياح والأمواج يأمرها فتطيعه
وعندئذ يرسل الاثنا عشر لإعلان ملكوت الله فيشتركون اشتراكاً فعالاً في تكثير الخبز في
أنجيل لوقا 9 : 1 - 6
ودعا الاثني عشر فأولاهم قدرة وسلطانا على جميع الشياطين وعلى الأمراض لشفاء الناس منها ثم أرسلهم ليعلنوا ملكوت الله ويبرئوا المرضى وقال لهم لا تحملوا للطريق شيئا لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا مالا ولا يكن لأحد منكم قميصان وأي بيت دخلتم فأقيموا فيه ومنه ارحلوا وأما الذين لا يقبلونكم فاخرجوامن مدينتهم وانفضوا الغبار عن أقدامكم شهادة عليهم فمضوا وساروا في القرى يبشرون ويشفون المرضى في كل مكان
أنجيل لوقا 9 : 12
وأخذ النهار يميل فدنا إليه الاثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والمزارع المجاورة فيبيتوا فيها ويجدوا لهم طعاما لأننا هنا في مكان قفر
وأخيراً يأمرهم يسوع بأن يدلوا برأيهم فيه فيعترف بطرس بأنه مسيح الله في
أنجيل لوقا 9 : 20
فقال لهم ومن أنا في قولكم أنتم ؟فأجاب بطرس مسيح الله فنهاهم بشدة أن يخبروا أحدا بذلك
وهذا التعبير الأول عن سر يسوع تليه تكملة فالمعلم يعرف نفسه بأنه المشيح الذي كتب له الموت الآب نفسه يعلن في مجد التجلي بنوة يسوع الخفية في
أنجيل لوقا 9 : 22
وقال يجب على ابن الإنسان أن يعاني آلاما شديدة وأن يرذله الشيوخ وعظماء الكهنة والكتبة وأن يقتل ويقوم في اليوم الثالث
انجيل لوقا 9 : 35
وانطلق صوت من الغمام يقول هذا هو ابني الذي اخترته فله اسمعوا
اعداد الشماس سمير كاكوز