الجزء الثاني من انجيل لوقا

الجزء الثاني لا وجود له في مرقس وتوازيه في متى أشياء مبعثرة يبدأ بدعوة الاثني عشر ويحتوي قبل كل شيء تعليم يسوع لتلاميذه في خطبة التطويباتمن الفصلين

أنجيل لوقا 6 : 12 - 49

وفي تلك الأيام ذهب إلى الجبل ليصلي فأحيا الليل كله في الصلاة لله ولـما طلع الصباح دعا تلاميذه فاختار منهم اثني عشر سماهم رسلا وهم سمعان وسماه بطرس وأندراوس أخوه ويعقوب ويوحنا وفيلبس وبرتلماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان الذي يقال له الغيور ويهوذا بن يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي انقلب خائنا ثم نزل معهم فوقف في مكان منبسط وهناك جمع كثير من تلاميذه وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيدا ولقد جاؤوا ليسمعوه ويبرأوا من أمراضهم وكان الذين تخبطهم الأرواح النجسة يشفون وكان الجمع كله يحاول أن يلمسه لأن قوة كانت تخرج منه فتبرئهم جميعا ورفع عينيه نحو تلاميذه وقال طوبى لكم أيها الفقراء فإن لكم ملكوت الله طوبى لكم أيها الجائعون الآن فسوف تشبعون طوبى لكم أيها الباكون الآن فسوف تضحكون طوبى لكم إذا أبغضكم الناس ورذلوكم وشتموا اسمكم ونبذوه على أنه عار من أجل ابن الإنسان افرحوا في ذلك اليوم واهتزوا طربا فها إن أجركم في السماء عظيم فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء لكن الويل لكم أيها الأغنياء فقد نلتم عزاءكم الويل لكم أيها الشباع الآن فسوف تجوعون الويل لكم أيها الضاحكون الآن فسوف تحزنون وتبكون الويل لكم إذا مدحكم جميع الناس فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء الكذابين وأما أنتم أيها السامعون فأقول لكم أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وباركوا لاعنيكم وصلوا من أجل المفترين الكذب عليكم من ضربك على خدك فاعرض له الآخر ومن انتزع منك رداءك فلا تمنعه قميصك وكل من سألك فأعطه ومن اغتصب مالك فلا تطالبه به وكما تريدون أن يعاملكم الناس فكذلك عاملوهم فإن أحببتم من يحبكم فأي فضل لكم؟لأن الخاطئين أنفسهم يحبون من يحبهم وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم فأي فضل لكم؟لأن الخاطئين أنفسهم يفعلون ذلك وإن أقرضتم من ترجون أن تستوفوا منه فأي فضل لكم؟فهناك خاطئون يقرضون خاطئين ليستوفوا مثل قرضهم ولكن أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا غير راجين عوضا فيكون أجركم عظيما وتكونوا أبناء العلي لأنه هو يلطف بناكري الجميل والأشرار كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم لا تدينوا فلا تدانوا لا تحكموا على أحد فلا يحكم عليكم أعفوا يعف عنكم أعطوا تعطوا ستعطون في أحضانكم كيلا حسنا مركوما مهزهزا طافحا لأنه يكال لكم بما تكيلون وضرب لهم مثلا قال أيستطيع الأعمى أن يقود الأعمى؟ألا يسقط كلاهما في حفرة؟ما من تلميذ أسمى من معلمه كل تلميذ اكتمل علمه يكون مثل معلمه لماذا تنظر إلى القذى الذي في عين أخيك؟والخشبة التي في عينك أفلا تأبه لها؟كيف يمكنك أن تقول لأخيك يا أخي دعني أخرج القذى الذي في عينك وأنت لا ترى الخشبة التي في عينك؟أيها المرائي أخرج الخشبة من عينك أولا وعندئذ تبصر فتخرج القذى الذي في عين أخيك ما من شجرة طيبة تثمر ثمرا خبيثا ولا من شجرة خبيثة تثمر ثمرا طيبا فكل شجرة تعرف من ثمرها لأنه من الشوك لا يجنى تين ولا من العليق يقطف عنب الإنسان الطيب من الكنز الطيب في قلبه يخرج ما هو طيب والإنسان الخبيث من كنزه الخبيث يخرج ما هو خبيث فمن فيض قلبه يتكلم لسانه لماذا تدعونني يا رب يا رب ولا تعملون بما أقول؟كل من يأتي إلي ويسمع كلامي فيعمل به سأبين لكم من يشبه يشبه رجلا بنى بيتا فحفر وعمق الحفر ثم وضع الأساس على الصخر فلما فاضت المياه اندفع النهر على ذلك البيت فلم يقو على زعزعته لأنه بني بناء محكما وأما الذي يسمع ولا يعمل فإنه يشبه رجلا بنى بيتا على التراب بغير أساس فاندفع النهر عليه فانهار لوقته وكان خراب ذلك البيت جسيما

تعليقات

  1. انجيل لوقا الفصل السابع
    ولما أتم جميع كلامه بمسمع من الشعب دخل كفرناحوم وكان لقائد مائة خادم مريض قد أشرف على الموت وكان عزيزا عليه فلما سمع بيسوع أوفد إليه بعض أعيان اليهود يسأله أن يأتي فينقذ خادمه ولما وصلوا إلى يسوع سألوه بإلحاح قالوا إنه يستحق أن تمنحه ذلك لأنه يحب أمتنا وهو الذي بنى لنا المجمع فمضى يسوع معهم وما إن صار غير بعيد من البيت حتى أرسل إليه قائد المائة بعض أصدقائه يقول له يا رب لا تزعج نفسك فإني لست أهلا لأن تدخل تحت سقفي ولذلك لم أرني أهلا لأن أجيء إليك ولكن قل كلمة يشف خادمي فأنا مرؤوس ولي جند بإمرتي أقول لهذا اذهب فيذهب وللآخر تعال فيأتي ولخادمي افعل هذا فيفعله فلما سمع يسوع ذلك أعجب به والتفت إلى الجمع الذي يتبعه فقال أقول لكم لم أجد مثل هذا الإيمان حتى في إسرائيل ورجع المرسلون إلى البيت فوجدوا الخادم قد ردت إليه العافية وذهب بعدئذ إلى مدينة يقال لها نائين وتلاميذه يسيرون معه وجمع كثير فلما اقترب من باب المدينة إذا ميت محمول وهو ابن وحيد لأمه وهي أرملة وكان يصحبها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب أخذته الشفقة عليها فقال لها لا تبكي ثم دنا من النعش فلمسه فوقف حاملوه فقال يا فتى أقول لك قم فجلس الميت وأخذ يتكلم فسلمه إلى أمه فاستولى الخوف عليهم جميعا فمجدوا الله قائلين قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه وانتشر هذا الكلام في شأنه في اليهودية كلها وفي جميع النواحي المجاورة وأخبر يوحنا تلاميذه بهذه الأمور كلها فدعا اثنين من تلاميذه وأرسلهما إلى الرب يسأله أأنت الآتي أم آخر ننتظر؟فلما وصل الرجلان إلى يسوع قالا له إن يوحنا المعمدان أوفدنا إليك يسأل أأنت الآتي أم آخر ننتظر؟في تلك الساعة شفى أناسا كثيرين من الأمراض والعلل والأرواح الخبيثة ووهب البصر لكثير من العميان ثم أجابهما اذهبا فأخبرا يوحنا بما سمعتما ورأيتما العميان يبصرون العرج يمشون مشيا سويا البرص يبرأون والصم يسمعون الموتى يقومون الفقراء يبشرون وطوبى لمن لا أكون له حجر عثرة ولـما انصرف رسولا يوحنا أخذ يقول للجموع في شأن يوحنا ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟أقصبة تهزها الريح؟بل ماذا خرجتم ترون؟أرجلا يلبس الثياب الناعمة؟ها إن الذين يلبسون الثياب الفاخرة ويعيشون عيشة الترف يقيمون في قصور الملوك بل ماذا خرجتم ترون؟أنبيا؟أقول لكم نعم بل أفضل من نبي فهذا الذي كتب في شأنه هاءنذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك أقول لكم ليس في أولاد النساء أكبر من يوحنا ولكن الأصغر في ملكوت الله أكبر منه فجميع الشعب الذي سمعه حتى الجباة أنفسهم بروا الله فاعتمدوا عن يد يوحنا وأما الفريسيون وعلماء الشريعة فلم يعتمدوا عن يده فأعرضوا عن تدبير الله في أمرهم فبمن أشبه أهل هذا الجيل؟ومن يشبهون؟يشبهون أولادا قاعدين في الساحة يصيح بعضهم ببعض فيقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا ندبنا فلم تبكوا جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا فقلتم لقد جن وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقلتم هوذا رجل أكول شريب للخمر صديق للجباة والخاطئين ولكن الحكمة قد برها جميع بنيها ودعاه أحد الفريسيين إلى الطعام عنده فدخل بيت الفريسي وجلس إلى المائدة وإذا بامرأة خاطئة كانت في المدينة علمت أنه على المائدة في بيت الفريسي فجاءت ومعها قاروة طيب ووقفت من خلف عند رجليه وهي تبكي وجعلت تبل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب فلما رأى الفريسي الذي دعاه هذا الأمر قال في نفسه لو كان هذا الرجل نبيا لعلم من هي المرأة التي تلمسه وما حالها إنها خاطئة فأجابه يسوع يا سمعان عندي ما أقوله لك فقال قل يا معلم قال كان لمداين مدينان على أحدهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون ولم يكن بإمكانهما أن يوفيا دينهما فأعفاهما جميعا فأيهما يكون أكثر حبا له؟فأجابه سمعان أظنه ذاك الذي أعفاه من الأكثر فقال له بالصواب حكمت ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان أترى هذه المرأة؟إني دخلت بيتك فما سكبت على قدمي ماء وأما هي فبالدموع بلت قدمي وبشعرها مسحتهما أنت ما قبلتني قبلة وأما هي فلم تكف مذ دخلت عن تقبيل قدمي أنت ما دهنت رأسي بزيت معطر أما هي فبالطيب دهنت قدمي فإذا قلت لك إن خطاياها الكثيرة غفرت لها فلأنها أظهرت حبا كثيرا وأما الذي يغفر له القليل فإنه يظهر حبا قليلا ثم قال لها غفرت لك خطاياك فأخذ جلساؤه على الطعام يقولون في أنفسهم من هذا حتى يغفر الخطايا؟فقال للمرأة إيمانك خلصك فاذهبي بسلام
    اعداد الشماس سمير كاكوز

    ردحذف

إرسال تعليق