مقدمة كتاب لوقا 1 : 1 - 4

لما أن أخذ كثير من الناس يدونون رواية الأمور التي تمت عندنا كما نقلها إلينا الذين كانوا منذ البدء شهود عيان للكلمة ثم صاروا عاملين لها رأيت أنا أيضا وقد تقصيتها جميعا من أصولها أن أكتبها لك مرتبة يا تاوفيلس المكرم لتتيقن صحة ما تلقيت من تعليم

+++++

مقدمة كتاب لوقا يستهل بمقدمة على طريقة الكتاب اليونانيين المعاصرين له فيذكر من سبقه ويلفت النظر إلى تقصيه الأمور وترتيبه المعلومات ويهدي كتابه أخيراً إلى شخص وجيه ويظهر من خلال خطواته هذه قصده أن يكون مؤرخاً دينياً إنه يريد أن يكتب إنجيلاً معتمداً التقليد

كثير من الناس من أسلافه مرقس لكن فحص إنجيل لوقا يدل على أن صاحبه استعمل أيضاً مصادر أخرى راجع المدخل إلى الإناجيل الإزائية

شهود عيان للكلمة او الذين كانوا منذ البدء شهود عيان للكلمة وعاملين لها هذه الكلمة هي البشارة التي أعلنها الرسل

اعمال الرسل 4 : 31

وبعد أن صلوا زلزل المكان الذي اجتمعوا فيه وامتلأوا جميعا من الروح القدس فأخذوا يعلنون كلمة الله بجرأة

اعمال الرسل 6 : 2

فدعا الاثنا عشر جماعة التلاميذ وقالوا لهم لا يحسن بنا أن نترك كلمة الله لنخدم على الموائد

اعمال الرسل 6 : 7

وكانت كلمة الرب تنمو وعدد التلاميذ يزداد كثيرا في أورشليم وأخذ جمع كثير من الكهنة يستجيبون للإيمان

اعمال الرسل 11 : 1

وسمع الرسل والإخوة في اليهودية أن الوثنيين هم أيضا قبلوا كلمة الله

تقصيتها جميعاً من أصولها ومنهم من يترجم وقد تتبعها جميعاً من كتب ومن عهد بعيد وهي إشارة إلى نشاط لوقا الرسولي مع بولس لكن لوقا يتكلم على ما يبدو عن الأصول التي لم يشترك فيها

أن أكتبها لك مرتبة سنرى في كتاب لوقا أن المقصود ليس ترتيباً زمنياً في الدرجة الأولى بل ترتيباً أدبياً وتعليمياً

يا تاوفيلس يريد لوقا شأن مؤرخي عصره أن يروي أحداثاً مثبتة ومفسرة

ما تلقيت من تعليم قد يكون تاوفليس أحد المسيحيين الذين لقنوا تعليم الكنيسة ومنهم من يرى فيه وثنياً يقدم له لوقا إنجيله للدفاع عن الإيمان المسيحي

يوحنا 15 : 27

وأنتم أيضا تشهدون لأنكم معي منذ البدء

اعداد الشماس سمير كاكوز