عمل كاتب انجيل لوقا الأدبي الجزء الأول

استعمل لوقا في إنجيله كثيراً من المواد المشتركة بينه وبين متى ومرقس ولكنه استعمل أيضاً كثيراً من المواد التي أنفرد بها راجع المدخل إلى الأناجيل الإزائية وهذه المواد متنوعة جداً منها روايات كروايات الطفولة في انجيل لوقال الفصل الأول والثاني وبعض المعجزات ومشاهد التوبة وتدخلات هيرودس والترائيات الفصحية والتعاليم ولا سيما سلسلة أمثال مثل السامري الشفوق والصديق الذي يوقظ من النوم والغني الغبي والتينة العقيمة والبناء والملك الذاهب إلى الحرب والدرهم والابن اللذين وجدا والوكيل الحاذق والغني ولعازر والخادم الذي لم يقم إلا بواجبه والقاضي الظالم والفريسي والعشار كل هذه المواضيع مذكورة من هذه الآيات من انجيل لوقا

شـفاء عبد قائد المئة انجيل لوقا 7 : 1 - 10

ولما أتم جميع كلامه بمسمع من الشعب دخل كفرناحوم وكان لقائد مائة خادم مريض قد أشرف على الموت وكان عزيزا عليه فلما سمع بيسوع أوفد إليه بعض أعيان اليهود يسأله أن يأتي فينقذ خادمه ولما وصلوا إلى يسوع سألوه بإلحاح قالوا إنه يستحق أن تمنحه ذلك لأنه يحب أمتنا وهو الذي بنى لنا المجمع فمضى يسوع معهم وما إن صار غير بعيد من البيت حتى أرسل إليه قائد المائة بعض أصدقائه يقول له يا رب لا تزعج نفسك فإني لست أهلا لأن تدخل تحت سقفي ولذلك لم أرني أهلا لأن أجيء إليك ولكن قل كلمة يشف خادمي فأنا مرؤوس ولي جند بإمرتي أقول لهذا اذهب فيذهب وللآخر تعال فيأتي ولخادمي افعل هذا فيفعله فلما سمع يسوع ذلك أعجب به والتفت إلى الجمع الذي يتبعه فقال أقول لكم لم أجد مثل هذا الإيمان حتى في إسرائيل ورجع المرسلون إلى البيت فوجدوا الخادم قد ردت إليه العافية

إحياء ابن أرملة نائين انجيل لوقا 7 : 11 - 17

وذهب بعدئذ إلى مدينة يقال لها نائين وتلاميذه يسيرون معه وجمع كثير فلما اقترب من باب المدينة إذا ميت محمول وهو ابن وحيد لأمه وهي أرملة وكان يصحبها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب أخذته الشفقة عليها فقال لها لا تبكي ثم دنا من النعش فلمسه فوقف حاملوه فقال يا فتى أقول لك قم فجلس الميت وأخذ يتكلم فسلمه إلى أمه فاستولى الخوف عليهم جميعا فمجدوا الله قائلين قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه وانتشر هذا الكلام في شأنه في اليهودية كلها وفي جميع النواحي المجاورة

شفاء المرأة المنحنية الظهر في السبت انجيل 13 : 10 - 17

وكان يعلم في بعض المجامع يوم السبت وهناك امرأة قد استولى عليها روح فأمرضها منذ ثماني عشرة سنة فكانت منحنية الظهر لا تستطيع أن تنتصب على الإطلاق فرآها يسوع فدعاها وقال لها يا امرأة أنت معافاة من مرضك ثم وضع يديه عليها فانتصبت من وقتها وأخذت تمجد الله فاستاء رئيس المجمع لأن يسوع أجرى الشفاء في السبت فقال للجمع هناك ستة أيام يجب العمل فيها فتعالوا واستشفوا خلالها لا يوم السبت فأجابه الرب أيها المراؤون أما يحل كل منكم يوم السبت رباط ثوره أو حماره من المذود ويذهب به فيسقيه؟وهذه ابنة إبرهيم قد ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة أفما كان يجب أن تحل من هذا الرباط يوم السبت؟ولما قال ذلك خزي جميع خصومه وابتهج الجمع كله بجميع الأعمال المجيدة التي كانت تجري عن يده

شفاء رجل مصاب بالاستسقاء في السبت انجيل لوقا 14 : 1 - 6

ودخل يوم السبت بيت أحد رؤساء الفريسيين ليتناول الطعام وكانوا يراقبونه وإذا أمامه رجل به استسقاءفقال يسوع لعلماء الشريعة وللفريسيين أيحل الشفاء في السبت أم لا؟فلم يجيبوا بشيء فأخذ بيده وأبرأه وصرفه ثم قال لهم من منكم يقع ابنه أو ثوره في بئر فلا يخرجه منها لوقته يوم السبت؟فلم يجدوا جوابا عن ذلك 

إبراء عشرة برص انجيل لوقا 17 : 11 - 19

وبينما هو سائر إلى أورشليم مر بالسامرة والجليل وعند دخوله بعض القرى لقيه عشرة من البرص فوقفوا عن بعد ورفعوا أصواتهم قالوا رحماك يا يسوع أيها المعلم فلما رآهم قال لهم امضوا إلى الكهنة فأروهم أنفسكم وبينما هم ذاهبون برئوا فلما رأى واحد منهم أنه قد برئ رجع وهو يمجد الله بأعلى صوته وسقط على وجهه عند قدمي يسوع يشكره وكان سامريا فقال يسوع أليس العشرة قد برئوا؟فأين التسعة؟أما كان فيهم من يرجع ويمجد الله سوى هذا الغريب؟ثم قال له قم فامض إيمانك خلصك

تـوبـة امرأة خـاطئة انجيل لوقا 7 : 36 - 50

ودعاه أحد الفريسيين إلى الطعام عنده فدخل بيت الفريسي وجلس إلى المائدة وإذا بامرأة خاطئة كانت في المدينة علمت أنه على المائدة في بيت الفريسي فجاءت ومعها قاروة طيب ووقفت من خلف عند رجليه وهي تبكي وجعلت تبل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب فلما رأى الفريسي الذي دعاه هذا الأمر قال في نفسه لو كان هذا الرجل نبيا لعلم من هي المرأة التي تلمسه وما حالها إنها خاطئة فأجابه يسوع يا سمعان عندي ما أقوله لك فقال قل يا معلم قال كان لمداين مدينان على أحدهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون ولم يكن بإمكانهما أن يوفيا دينهما فأعفاهما جميعا فأيهما يكون أكثر حبا له؟فأجابه سمعان أظنه ذاك الذي أعفاه من الأكثر فقال له بالصواب حكمت ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان أترى هذه المرأة؟إني دخلت بيتك فما سكبت على قدمي ماء وأما هي فبالدموع بلت قدمي وبشعرها مسحتهما أنت ما قبلتني قبلة وأما هي فلم تكف مذ دخلت عن تقبيل قدمي أنت ما دهنت رأسي بزيت معطر أما هي فبالطيب دهنت قدمي فإذا قلت لك إن خطاياها الكثيرة غفرت لها فلأنها أظهرت حبا كثيرا وأما الذي يغفر له القليل فإنه يظهر حبا قليلا ثم قال لها غفرت لك خطاياك فأخذ جلساؤه على الطعام يقولون في أنفسهم من هذا حتى يغفر الخطايا؟فقال للمرأة إيمانك خلصك فاذهبي بسلام

زكا العشار انجيل لوقا 19 : 1 - 10

ودخل أريحا وأخذ يجتازها فإذا رجل يدعى زكا وهو رئيس للعشارين غني قد جاء يحاول أن يرى من هو يسوع فلم يستطع لكثرة الزحام لأنه كان قصير القامة فتقدم مسرعا وصعد جميزة ليراه لأنه أوشك أن يمر بها فلما وصل يسوع إلى ذلك المكان رفع طرفه وقال له يا زكا انزل على عجل فيجب علي أن أقيم اليوم في بيتك فنزل على عجل وأضافه مسرورا فلما رأوا ذلك قالوا كلهم متذمرين دخل منزل رجل خاطئ ليبيت عنده فوقف زكا فقال للرب يا رب ها إني أعطي الفقراء نصف أموالي وإذا كنت ظلمت أحدا شيئا أرده عليه أربعة أضعاف فقال يسوع فيه اليوم حصل الخلاص لهذا البيت فهو أيضا ابن إبراهيم لأن ابن الإنسان جاء ليبحث عن الهالك فيخلصه

توبة أحد المجرمَين انجيل لوقا 23 : 38 - 42

وأخذ أحد المجرمين المعلقين على الصليب يشتمه فيقول ألست المسيح؟فخلص نفسك وخلصنا فانتهره الآخر قال أوما تخاف الله وأنت تعاني العقاب نفسه أما نحن فعقابنا عدل لأننا نلقى ما تستوجبه أعمالنا أما هو فلم يعمل سوءا ثم قال أذكرني يا يسوع إذا ما جئت في ملكوتك فقال له الحق أقول لك ستكون اليوم معي في الفردوس

يسوع وهيرودس انجيل لوقا 13 : 31 - 33

في تلك الساعة دنا بعض الفريسيين فقالوا له اخرج فاذهب من هنا لأن هيرودس يريد أن يقتلك فقال لهم اذهبوا فقولوا لهذا الثعلب ها إني أطرد الشياطين وأجري الشفاء اليوم وغدا وفي اليوم الثالث ينتهي أمري ولكن يجب علي أن أسير اليوم وغدا واليوم الذي بعدهما لأنه لا ينبغي لنبي أن يهلك في خارج أورشليم

يسوع عند هيرودس انجيل لوقا 23 : 8 - 12

فلما رأى هيرودس يسوع سر سرورا عظيما لأنه كان يتمنى من زمن بعيد أن يراه لما يسمع عنه ويرجو أن يشهد آية يأتي بها فسأله بكلام كثير أما هو فلم يجبه بشيءوكان عظماء الكهنة والكتبة يتهمونه بعنف فاحتقره هيرودس وجنوده وسخر منه فألبسه ثوبا براقا ورده إلى بيلاطس وتصادق هيرودس وبيلاطس يومئذ وكانا قبلا متعاديين

على طريق عماوس انجيل لوقا 24 : 13 - 35

وإذا باثنين منهم كانا ذاهبين في ذلك اليوم نفسه إلى قرية اسمها عماوس تبعد نحو ستين غلوة من أورشليم وكانا يتحدثان بجميع هذه الأمور التي جرت وبينما هما يتحدثان ويتجادلان إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما على أن أعينهما حجبت عن معرفته فقال لهما ما هذا الكلام الذي يدور بينكما وأنتما سائران؟فوقفا مكتئبين وأجابه أحدهما واسمه قلاوبا أأنت وحدك نازل في أورشليم ولا تعلم الأمور التي جرت فيها هذه الأيام؟فقال لهما ما هي؟قالا له ما يختص بيسوع الناصري وكان نبيا مقتدرا على العمل والقول عند الله والشعب كله كيف أسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليحكم عليه بالموت وكيف صلبوه وكنا نحن نرجو أنه هو الذي سيفتدي إسرائيل ومع ذلك كله فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الأمور غير أن نسوة منا قد حيرننا فإنهن بكرن إلى القبر فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن إنهن أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي فذهب بعض أصحابنا إلى القبر فوجدوا الحال على ما قالت النسوة أما هو فلم يروه فقال لهما يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكل ما تكلم به الأنبياءأما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهما جميع الكتب ما يختص به ولما قربوا من القرية التي يقصدانها تظاهر أنه ماض إلى مكان أبعد فألحا عليه قالا أمكث معنا فقد حان المساء ومال النهار فدخل ليمكث معهما ولما جلس معهما للطعام أخذ الخبز وبارك ثم كسره وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه فغاب عنهما فقال أحدهما للآخر أما كان قلبنا متقدا في صدرنا حين كان يحدثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟وقاما في تلك الساعة نفسها ورجعا إلى أورشليم فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين وكانوا يقولون إن الرب قام حقا وتراءى لسمعان فرويا ما حدث في الطريق وكيف عرفاه عند كسر الخبز

مثل السامري انجيل لوقا 10 : 30 - 37

فأجاب يسوع معلم الشريعة كان رجل نازلا من أورشليم إلى أريحا، فوقع بأيدي اللصوص فعروه وانهالوا عليه بالضرب ثم مضوا وقد تركوه بين حي وميت فاتفق أن كاهنا كان نازلا في ذلك الطريق فرآه فمال عنه ومضى وكذلك وصل لاوي إلى المكان فرآه فمال عنه ومضى ووصل إليه سامري مسافر ورآه فأشفق عليه فدنا منه وضمد جراحه وصب عليها زيتا وخمرا ثم حمله على دابته وذهب به إلى فندق واعتنى بأمره وفي الغد أخرج دينارين ودفعهما إلى صاحب الفندق وقال اعتن بأمره ومهما أنفقت زيادة على ذلك أؤديه أنا إليك عند عودتي فمن كان في رأيك من هؤلاء الثلاثة قريب الذي وقع بأيدي اللصوص؟فقال الذي عامله بالرحمة فقال له يسوع اذهب فاعمل أنت أيضا مثل ذلك

الصديق الذي يوقظ من النوم انجيل لوقا 11 : 5 - 8

وقال لهم من منكم يكون له صديق فيمضي إليه عند نصف الليل ويقول له يا أخي أقرضني ثلاثة أرغفة فقد قدم علي صديق من سفر وليس عندي ما أقدم له فيجيب ذاك من الداخل لا تزعجني فالباب مقفل وأولادي معي في الفراش فلا يمكنني أن أقوم فأعطيك أقول لكم وإن لم يقم ويعطه لكونه صديقه فإنه ينهض للجاجته ويعطيه كل ما يحتاج إليه

مثل الغني الجاهل انجيل لوقا 12 : 16 - 21

ثم ضرب يسوع لهم مثلا قال رجل غني أخصبت أرضه فقال في نفسه ماذا أعمل؟فليس لي ما أخزن فيه غلالي ثم قال أعمل هذا أهدم أهرائي وأبني أكبر منها فأخزن فيها جميع قمحي وأرزاقي وأقول لنفسي يا نفس لك أرزاق وافرة تكفيك مؤونة سنين كثيرة فاستريحي وكلي واشربي وتنعمي فقال له الله يا غبي في هذه الليلة تسترد نفسك منك فلمن يكون ما أعددته؟فهكذا يكون مصير من يكنز لنفسه ولا يغتني عند الله

مثل التينة التي لا تثمر انجيل لوقا 13 : 6 - 9

وضرب هذا المثل كان لرجل تينة مغروسة في كرمه فجاء يطلب ثمرا عليها فلم يجد فقال للكرام إني آتي منذ ثلاث سنوات إلى التينة هذه أطلب ثمرا عليها فلا أجد فاقطعها لماذا تعطل الأرض؟فأجابه سيدي دعها هذه السنة أيضا حتى أقلب الأرض من حولها وألقي سمادا فلربما تثمر في العام المقبل وإلا فتقطعها

ما يطلب من أتباع يسوع أنجيل لوقا 14 : 28 - 33

فمن منكم إذا أراد أن يبني برجا لا يجلس قبل ذلك ويحسب النفقة ليرى هل بإمكانه أن يتمه مخافة أن يضع الأساس ولا يقدر على الإتمام فيأخذ جميع الناظرين إليه يسخرون منه ويقولون هذا الرجل شرع في بناء ولم يقدر على إتمامه أم أي ملك يسير إلى محاربة ملك آخر ولا يجلس قبل ذلك فيفكر ليرى هل يستطيع أن يلقى بعشرة آلاف من يزحف إليه بعشرين ألفا؟وإلا أرسل وفدا مادام ذلك الملك بعيدا عنه يسأله عن شروط الصلح وهكذا كل واحد منكم لا يتخلى عن جميع أمواله لا يستطيع أن يكون لي تلميذا

مثل الدرهم الضايع انجيل لوقا 15 : 8 - 10

أم أية امرأة إذا كان عندها عشرة دراهم فأضاعت درهما واحدا لا توقد سراجا وتكنس البيت وتجد في البحث عنه حتى تجده؟ فإذا وجدته دعت الصديقات والجارات وقالت إفرحن معي فقد وجدت درهمي الذي أضعته أقول لكم هكذا يفرح ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب

مثل الابن الضال انجيل لوقا 15 : 11 - 32

وقال كان لرجل ابنان فقال أصغرهما لأبيه يا أبت أعطني النصيب الذي يعود علي من المال فقسم ماله بينهما وبعد بضعة أيام جمع الابن الأصغر كل شيء له وسافر إلى بلد بعيد فبدد ماله هناك في عيشة إسراف فلما أنفق كل شيء أصابت ذلك البلد مجاعة شديدة فأخذ يشكو العوز ثم ذهب فالتحق برجل من أهل ذلك البلد فأرسله إلى حقوله يرعى الخنازير وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلا يعطيه أحد فرجع إلى نفسه وقال كم أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك هنا جوعا أقوم وأمضي إلى أبي فأقول له يا أبت إني خطئت إلى السماء وإليك ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا فاجعلني كأحد أجرائك فقام ومضى إلى أبيه وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه فتحركت أحشاؤه وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا فقال له الابن يا أبت إني خطئت إلى السماء وإليك ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا فقال الأب لخدمه أسرعوا فأتوا بأفخر حلة وألبسوه واجعلوا في إصبعه خاتما وفي قدميه حذاءوأتوا بالعجل المسمن واذبحوه فنأكل ونتنعم لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فأخذوا يتنعمون وكان ابنه الأكبر في الحقل فلما رجع واقترب من الدار سمع غناء ورقصا فدعا أحد الخدم واستخبر ما عسى أن يكون ذلك فقال له قدم أخوك فذبح أبوك العجل المسمن لأنه لقيه سالما فغضب وأبى أن يدخل فخرج إليه أبوه يسأله أن يدخل فأجاب أباه ها إني أخدمك منذ سنين طوال وما عصيت لك أمرا قط فما أعطيتني جديا واحدا لأتنعم به مع أصدقائي ولما قدم ابنك هذا الذي أكل مالك مع البغايا ذبحت له العجل المسمن فقال له يا بني أنت معي دائما أبدا وجميع ما هو لي فهو لك ولكن قد وجب أن نتنعم ونفرح لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد

مثل الوكيل الخائن انجيل لوقا 16 : 1 - 8

وقال أيضا لتلاميذه كان رجل غني وكان له وكيل فشكي إليه بأنه يبذر أمواله فدعاه وقال له ما هذا الذي أسمع عنك؟أد حساب وكالتك فلا يمكنك بعد اليوم أن تكون لي وكيلا فقال الوكيل في نفسه ماذا أعمل؟فإن سيدي يسترد الوكالة مني وأنا لا أقوى على الفلاحة وأخجل بالاستعطاءقد عرفت ماذا أعمل حتى إذا نزعت عن الوكالة يكون هناك من يقبلونني في بيوتهم فدعا مديني سيده واحدا بعد الآخر وقال للأول كم عليك لسيدي؟قال مائة كيل زيتا فقال له إليك صكك فاجلس واكتب على عجل خمسين ثم قال لآخر وأنت كم عليك؟قال مائة كيل قمحا قال له إليك صكك فاكتب ثمانين فأثنى السيد على الوكيل الخائن لأنه كان فطنا في تصرفه وذلك أن أبناء هذه الدنيا أكثر فطنة مع أشباههم من أبناء النور

مثل الغني ولّعازر

كان رجل غني يلبس الأرجوان والكتان الناعم ويتنعم كل يوم تنعما فاخرا وكان رجل فقير اسمه لعازر ملقى عند بابه قد غطت القروح جسمه وكان يشتهي أن يشبع من فتات مائدة الغني غير أن الكلاب كانت تأتي فتلحس قروحه ومات الفقير فحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ثم مات الغني ودفن فرفع عينيه وهو في مثوى الأموات يقاسي العذاب فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر في أحضانه فنادى يا أبت إبراهيم ارحمني فأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني فإني معذب في هذا اللهيب فقال إبراهيم يا بني تذكر أنك نلت خيراتك في حياتك ونال لعازر البلايا أما اليوم فهو ههنا يعزى وأنت تعذب ومع هذا كله فبيننا وبينكم أقيمت هوة عميقة لكيلا يستطيع الذين يريدون الاجتياز من هنا إليكم أن يفعلوا ولكيلا يعبر من هناك إلينا فقال أسألك إذا يا أبت أن ترسله إلى بيت أبي فإن لي خمسة إخوة فلينذرهم لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا فقال إبراهيم عندهم موسى والأنبياء فليستمعوا إليهم فقال لا يا أبت إبراهيم ولكن إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون فقال له إن لم يستمعوا إلى موسى والأنبياء لا يقتنعوا ولو قام واحد من الأموات

التواضع في الخدمة انجيل لوقا 17 : 7 - 10

من منكم له خادم يحرث أو يرعى إذا رجع من الحقل يقول له تعال فاجلس للطعام ألا يقول له أعدد لي العشاء واشدد وسطك واخدمني حتى آكل وأشرب ثم تأكل أنت بعد ذلك وتشرب أتراه يشكر للخادم أنه فعل ما أمر به؟وهكذا أنتم إذا فعلتم جميع ما أمرتم به فقولوا نحن خدم لا خير فيهم وما كان يجب علينا أن نفعله فعلناه

مثل القاضي الظالم انجيل لوقا 18 : 1 - 8

وضرب لهم مثلا في وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل قال كان في إحدى المدن قاض لا يخاف الله ولا يهاب الناس وكان في تلك المدينة أرملة تأتيه فتقول أنصفني من خصمي فأبى عليها ذلك مدة طويلة ثم قال في نفسه أنا لا أخاف الله ولا أهاب الناس ولكن هذه الأرملة تزعجني فسأنصفها لئلا تظل تأتي وتصدع رأسي ثم قال الرب اسمعوا ما قال القاضي الظالم أفما ينصف الله مختاريه الذين ينادونه نهارا وليلا وهو يتمهل في أمرهم؟أقول لكم إنه يسرع إلى إنصافهم ولكن متى جاء ابن الإنسان أفتراه يجد الإيمان على الأرض؟

مثل الفريسي والجابي انجيل لوقا 18 : 9 - 14

وضرب أيضا هذا المثل لقوم كانوا متيقنين أنهم أبرار ويحتقرون سائر الناس صعد رجلان إلى الهيكل ليصليا أحدهما فريسي والآخر جاب فانتصب الفريسي قائما يصلي فيقول في نفسه اللهم شكرا لك لأني لست كسائر الناس السراقين الظالمين الفاسقين ولا مثل هذا الجابي إني أصوم مرتين في الأسبوع وأؤدي عشر كل ما أقتني أما الجابي فوقف بعيدا لا يريد ولا أن يرفع عينيه نحو السماء بل كان يقرع صدره ويقول اللهم ارحمني أنا الخاطئ أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرورا وأما ذاك فلا فكل من رفع نفسه وضع ومن وضع نفسه رفع

اعداد الشماس سمير كاكوز