عمل كاتب انجيل لوقا الأدبي الجزء الثاني

كثيراً ما أشير إلى وجوه الشبه بين أنجيل لوقا وإنجيل يوحنا والأمر عبارة عن مجموعة من المميزات المشتركة أكثر منه من النصوص المتتابعة وهي شخصية يهوذا الرسول ومرتا ومريم وحنان عظيم الكهنة والصلة بين معجزة الصيد وتقليد بطرس مفاتيح السماء ونسبة خيانة يهوذا إلى الشيطان والحديث بين يسوع والتلاميذ في العشاء السري واعلان يسوع للسلطات اليهودية بأنه المشيح واعتراف بيلاطس ببراءة يسوع وظهور يسوع الذي قام من بين الأموات لتلاميذه في أورشليم والنظر إلى القيامة نظرة ارتفاع إلى السماء ومصدر موهبة الروح فمن العسير أن تفسر وجوه الشبه هذه بصلات أدبية بين الانجيليين ولا بد من اللجوء إلى صلات تعود إلى تقليد سابق للأناجيل وقد قام لوقا بجهد كبير في معالجته للمواد التي تلقاها من التقليد ولقد رأينا ذلك في الترتيب الذي أخضعها له تأليف كتابه وأننا نتبينه أيضاً حين نقابل مواده بما يوازيها عند متى ومرقس فمفردات لوقا تظهر فيها اكثر تنوعا وهي اغنى ما من مفردات في اسفار العهد الجديد كلها ولغته تنسجم بسلاسة مع موضوعاته ويونانيته اصح على العموم من يونانية مرقس في الروايات التي يلتقيان فيها وفي بعض الفقرات التي اعتنى بها خاصة مع كل ذلك فهو من العبارات السامية في نصوص كثيرة ينفرد بها ولا سيما في ما ورد على لسان يسوع من أقوال وهو يأخذ كثيراً من عبارات العهد القديم اليوناني ولا سيما في روايات الطفولة التي يعدها الكثيرون تقليداً أدبياً حقيقياً ونذكر بعض الآيات من

مقدّمة الكتاب انجيل لوقا 1 : 1 - 4

لما أن أخذ كثير من الناس يدونون رواية الأمور التي تمت عندنا كما نقلها إلينا الذين كانوا منذ البدء شهود عيان للكلمة ثم صاروا عاملين لها رأيت أنا أيضا وقد تقصيتها جميعا من أصولها أن أكتبها لك مرتبة يا تاوفيلس المكرم لتتيقن صحة ما تلقيت من تعليم

على طريق عماوس انجيل لوقا 24 : 13 - 35

وإذا باثنين منهم كانا ذاهبين في ذلك اليوم نفسه إلى قرية اسمها عماوس تبعد نحو ستين غلوة من أورشليم وكانا يتحدثان بجميع هذه الأمور التي جرت وبينما هما يتحدثان ويتجادلان إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما على أن أعينهما حجبت عن معرفته فقال لهما ما هذا الكلام الذي يدور بينكما وأنتما سائران؟فوقفا مكتئبين وأجابه أحدهما واسمه قلاوبا أأنت وحدك نازل في أورشليم ولا تعلم الأمور التي جرت فيها هذه الأيام؟فقال لهما ما هي؟قالا له ما يختص بيسوع الناصري وكان نبيا مقتدرا على العمل والقول عند الله والشعب كله كيف أسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليحكم عليه بالموت وكيف صلبوه وكنا نحن نرجو أنه هو الذي سيفتدي إسرائيل ومع ذلك كله فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الأمور غير أن نسوة منا قد حيرننا فإنهن بكرن إلى القبر فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن إنهن أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي فذهب بعض أصحابنا إلى القبر فوجدوا الحال على ما قالت النسوة أما هو فلم يروه فقال لهما يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكل ما تكلم به الأنبياءأما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهما جميع الكتب ما يختص به ولما قربوا من القرية التي يقصدانها تظاهر أنه ماض إلى مكان أبعد فألحا عليه قالا أمكث معنا فقد حان المساء ومال النهار فدخل ليمكث معهما ولما جلس معهما للطعام أخذ الخبز وبارك ثم كسره وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه فغاب عنهما فقال أحدهما للآخر أما كان قلبنا متقدا في صدرنا حين كان يحدثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟وقاما في تلك الساعة نفسها ورجعا إلى أورشليم فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين وكانوا يقولون إن الرب قام حقا وتراءى لسمعان فرويا ما حدث في الطريق وكيف عرفاه عند كسر الخبز

اعداد الشماس سمير كاكوز