بعض الشواهد على أصل الانجيل الثالث

لا يمكن الجزم في أصل هذا الانجيل دون البحث في ما ورد في كتاب أعمال الرسل وهو يرتبط به ارتباطاً وثيقاً فلا بد هنا من الاقتصار على جميع الموارد التي نجدها في كتاب لوقا الأول ان النقاد كثيراً ما يعتمدون في تحديد زمن تأليف هذا الكتاب على المكان الذي يحتله خراب أورشليم وعلى كيفية انفصال ذلك الحدث عن النظرة الأخيرية التي يربطه بها متى ومرقس يبدو أن لوقا قد عاصر حصار المدينة وخرابها وعرف كيف قامت بهما جيوش طيطس سنة 70 فيكون الانجيل لاحقاً لهذا التاريخ فالنقاد غالباً ما يحددون تأليفه بين السنة 80 و 90 ومنهم من يجعلون له تاريخاً أقدم

إن الكتاب مرفوع إلى تاوفيلس ولكنه موجه خاصة من خلال هذا الرجل إلى مسيحيين ذوي ثقافة يونانية على هذا الأمر عدة أدلة فهناك لغته وتعليقاته على جغرافية فلسطين على العادات اليهودية هناك قلة اهتمامه بالمجالات في الشريعة فلا نجد عنده ما يقابل ما نجده في انجيل متى وهناك اهتمامه بالوثنيين وتشديده على ما للذي قام من بين الأموات من حقيقة جسدية يصعب على اليونانيين أن يسلموا بها

ويبدو أيضاً أن المؤلف نفسه ينتمي إلى العالم الهلنستي بلغته وبعدد من الميزات التي سبق ذكرها وغالباً ما تبين للنقاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد وهناك تقليد أقدم شاهد عليه ايريناوس الذي عاش في أواخر القرن الثاني يقول هذا التقليد ان كاتب الانجيل الثالث هو لوقا الطبيب الذي ذكره بولس في رسائله قد وجد الكثيرون دليلاً على مهنة كاتب الانجيل الثالث الطبية في دقة وصفه للأمراض ولكن هذا الدليل ليس قاطعاً لأن المفرادات التي يستعملها لا تختلف عن المفردات التي كان يستعملها كل انسان مثقف في ذلك الزمان أما علاقاته ببولس فلسنا نجد في الانجيل ما يساعدنا على كشفها سوى بعض الألفاظ فلا بد للبت في هذا الموضوع من البحث في شواهد كتاب أعمال الرسل ونذكر هنا بعض الشواهد من العهد الجديد

انجيل لوقا 19 : 43 ، 44

فسوف تأتيك أيام يلفك أعداؤك بالمتاريس ويحاصرونك ويضيقون عليك الخناق من كل جهة ويدمرونك وأبناءك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لأنك لم تعرفي وقت افتقاد الله لك

انجيل لوقا 21 : 20

فإذا رأيتم أورشليم قد حاصرتها الجيوش فاعلموا أن خرابها قد اقترب

انجيل لوقا 21 : 24

فيسقطون قتلى بحد السيف ويؤخذون أسرى إلى جميع الأمم وتدوس أورشليم أقدام الوثنيين إلى أن ينقضي عهد الوثنيين

انجيل لوقا 1 ك 26

وفي الشهر السادس أرسل الله الـملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة

انجيل لوقا 2 : 4

وصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي يقال لها بيت لحم فقد كان من بيت داود وعشيرته

انجيل لوقا 4 : 31

ونزل إلى كفرناحوم وهي مدينة في الـجليل فجعل يعلمهم يوم السبت

انجيل لوقا 8 : 26

ثم أرسوا في ناحية الجرجسيين وهي تقابل الشاطئ الجليلي

انجيل لوقا 23 : 51

فذهب إلى بيلاطس وطلب جثمان يسوع

انجيل لوقا 1 : 9

ألقيت القرعة جريا على سنة الكهنوت فأصابته ليدخل مقدس الرب ويحرق البخور

انجيل لوقا 2 : 23 ، 24

ولـما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى صعدا به إلى أورشليم ليقدماه للرب كما كتب في شريعة الرب من أن كل بكر ذكر ينذر للرب

انجيل لوقا 9 : 41 ، 42

وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح فلما بلغ اثنتي عشرة سنة صعدوا إليها جريا على السنة في العيد

انجيل لوقا 22 : 1

وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح

انجيل لوقا 22 : 7

وجاء يوم الفطير وفيه يجب ذبح حمل الفصح

انجيل متى 5 : 20 - 38

فإني أقول لكم إن لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسيين لا تدخلوا ملكوت السموات سـمعتم أنه قيل للأولين لاتقتل فإن من يقتل يستوجب حكم القضـاء أما أنا فأقول لكم من غضب على أخيه استوجب حكم القضاء ومن قال لأخيه يا أحمق استوجب حكم المجلس ومن قال له يا جاهل استوجب نار جهنم فإذا كنت تقرب قربانك إلى المذبح وذكرت هناك أن لأخيك عليك شيئا فدع قربانك هناك عند المذبح واذهب أولا فصالح أخاك ثم عد فقرب قربانك سارع إلى إرضاء خصمك ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي والقاضي إلى الشرطي فتلقى في السجن الحق أقول لك لن تخرج منه حتى تؤدي آخر فلس سمعتم أنه قيل لا تزن أما أنا فأقول لكم من نظر إلى امرأة بشهوة زنى بها في قلبه فإذا كانت عينك اليمنى حجر عثرة لك فاقلعها وألقها عنك فلأن يهلك عضو من أعضائك خير لك من أن يلقى جسدك كله في جهنم وإذا كانت يدك اليمنى حجر عثرة لك فاقطعها وألقها عنك فلأن يهلك عضو من أعضائك خير لك من أن يذهب جسدك كله إلى جهنم وقد قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق أما أنا فأقول لكم من طلق امرأته إلا في حالة الفحشاء عرضها للزنى ومن تزوج مطلقة فقد زنى سمعتم أيضا أنه قيل للأولين لا تحنث بل أوف للرب بأيمانك أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا أبدا لا بالسماء فهي عرش الله ولا بالأرض فهي موطئ قدميه ولا بأورشليم فهي مدينة الملك العظيم ولا تحلف برأسك فأنت لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة منه بيضاء أو سوداءفليكن كلامكم نعم نعم ولا لا فما زاد على ذلك كان من الشرير سمعتم أنه قيل العين بالعين والسن بالسن

انجيل متى 15 : 1 - 20

ودنا إلى يسوع بعض الفريسيين و الكتبة من أورشليم فقالوا له لم يخالف تلاميذك سنة الشيوخ؟فهم لا يغسلون أيديهم عند تناول الطعام فأجابهم لم تخالفون أنتم وصية الله من أجل سنتكم؟فقد قال الله أكرم أباك وأمك ومن لعن أباه أو أمه فليمت موتا وأما أنتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه كل شيء قد أساعدك به جعلته قربانا فلن يلزمه أن يكرم أباه لقد نقضتم كلام الله من أجل سنتكم أيها المراؤون أحسن أشعيا في نبؤءته عنكم إذ قال هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فبعيد مني إنهم بالباطل يعبدونني فليس ما يعلمون من المذاهب سوى أحكام بشرية ثم دعا الجمع وقال لهم اسمعوا وافهموا ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان فدنا التلاميذ وقالوا له أتعلم أن الفريسيين صدموا عندما سمعوا هذا الكلام؟فأجابهم كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع دعوهم وشأنهم إنهم عميان يقودون عميانا وإذا كان الأعمى يقود الأعمى سقط كلاهما في حفرة فقال له بطرس فسر لنا المثل فأجابه أوأنتم حتى الآن لا فهم لكم؟ألا تدركون أن ما يدخل الفم ينزل إلى الجوف ثم يخرج في الخلاء؟وأما الذي يخرج من الفم فإنه ينبعث من القلب وهو الذي ينجس الإنسان فمن القلب تنبعث المقاصد السيئة والقتل والزنى والفحش والسرقة وشهادة الزور والشتائم تلك هي الأشياء التي تنجس الإنسان أما الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان

انجيل متى 23 : 15 - 22

الويل لكم أيها القادة العميان فإنكم تقولون من حلف بالمقدس فليس هذا بشيء ومن حلف بذهب المقدس فهو ملزم أيها الجهال العميان أيما أعظم؟الذهب أم المقدس الذي قدس الذهب؟وتقولون من حلف بالمذبح فليس هذا بشيء ومن حلف بالقربان الذي على المذبح فهو ملزم أيها العميان أيما أعظم؟القربان أم المذبح الذي يقدس القربان؟فمن حلف بالمذبح حلف به وبكل ما عليه ومن حلف بالمقدس حلف به وبالساكن فيه ومن حلف بالسماء حلف بعرش الله وبالجالس عليه الويل لكم أيها الكتبة و الفريسيون المراؤون فإنكم تؤدون عشر النعنع والشمرة والكمون بعدما أهملتم أهم ما في الشريعة العدل والرحمة والأمانة فهذا ما كان يجب أن تعملوا به من دون أن تهملوا ذاك

انجيل لوقا 24 : 39 - 43

أنظروا إلى يدي وقدمي أنا هو بنفسي إلمسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم ولا عظم كما ترون لي قال هذا وأراهم يديه قدميه غير أنهم لم يصدقوا من الفرح وظلوا يتعجبون فقال لهم أعندكم ههنا ما يؤكل؟فناولوه قطعة سمك مشوي فأخذها وأكلها بمرأى منهم

اعمال الرسل 17 : 32

فما إن سمعوا كلمة قيامة الأموات حتى هزئ بعضهم وقال بعضهم الآخر سنستمع لك عن ذلك مرة أخرى

رسالة قولسي 4 : 14

يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس

رسالة طيموثاوس الثانية 4 : 11

ولوقا وحده معي إستصحب مرقس وأت به فإنه يفيدني في الخدمة

اعداد الشماس سمير كاكوز